مؤسس مصر حديثه
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
ژانرونه
40
على أن هذا النشاط فضلا عن منافاته للحكمة؛ فقد جاء في غير الوقت الملائم، وحسبك أنه انطوى على التعمق في غير حاجة في منطقة لبريطانيا فيها نفوذ عظيم، فلقد كان شيخ البحرين أحد زعماء العرب المسالمين في الخليج الفارسي (على حد التعبير الغريب الذي كان يستعمله قلم الشئون الهندية في السياسة)، وأنه قد وقع المعاهدة العامة في سنة 1820م؛ ولذا رأت حكومة الهند وبحق أن تصد ذلك الاعتداء الموجه إلى موقعنا؛ وذلك بإصدار الأوامر باستعمال لهجة خشنة حازمة ردا على خورشيد وقومه على أن تشفع تلك اللهجة بإرسال الإمدادات، وأن تطلب إلى مشايخ القبائل أن يقدموا معونتهم الودية لصد مطالب مصر.
41
ولقد حاول محمد علي أن يسوغ نشاطه هذا بأنه لم يرد من ورائه إلا صد الوهابيين وحماية الحرمين والحصول على الإبل،
42
وأن الإشاعات التي تروج ضده في الآستانة وبغداد تتعمد أن تعزو إليه نيات عدائية
43 ... إلخ، ولكن هذه المحاولات تجردت حتى من صفة مشابهة للحقيقة.
وأما نشاط محمد علي، فقد جاء في غير الوقت الملائم، فلأنه وقع في وقت وقوع حوادث أخرى يؤسف لها، وكان من نتيجتها جميعا أنها أظهرت - إن خطأ أو صوابا - أن المسألة «مرتبة ومطبوخة»؛ ففي سنة 1835م كان في نية شاه العجم إرسال مندوب إلى القاهرة، وفي سنة 1838م ذهب أحد أعضاء البعثة الإيرانية في الآستانة لزيارة محمد علي،
44
ثم أشيع في اليوم التالي أن الشاه ينوي إرسال 50 شابا إيرانيا إلى القاهرة للالتحاق بمدارسها،
ناپیژندل شوی مخ