مؤسس مصر حديثه

علي احمد شکري d. 1360 AH
87

مؤسس مصر حديثه

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

ژانرونه

35

على أن هذه الأعمال العسكرية إنما كانت أهميتها بالنسبة لبريطانيا العظمى؛ لأنها قربت الجنود المصريين من عدن، وفي الواقع لم يكن يظن بعد إخفاقهم في إحراز أي نجاح يذكر لغاية سنة 1838م أن هناك أملا في أن يبسطوا سيطرتهم على شواطئ البحر الأحمر الجنوبية ... ولكن محمد علي ما لبث أن أحرز فجأة في خلال العام المذكور انتصارين باهرين. وفي اليوم الخامس من شهر أبريل حاول أحمد باشا أن يطيح رءوس 500 من رجال قبائل عسير، وأن يأسر 1000 رجل منهم

36

ووصل في الشهر التالي إلى جهة عنيزة القائد خورشيد باشا الذي كان قد قصد بلاد الوهابيين، وتقع عنيزة في منتصف خط مستقيم يمتد من مكة إلى البصرة، وكانت عنيزة عامرة بالتجار ويقصدها التجار من بغداد ودمشق؛ ولذا كان يحتمل اتخاذها قاعدة صالحة لمواصلة زحف الجيش في المستقبل، وبعد قليل من التردد قصد شيخ القبيلة ومعه وجهاء قومه إلى معسكر خورشيد وقدموا طاعتهم، ولكن وقع حادث دفع الفريقين إلى تحكيم الحسام فورا؛ ذلك أن أحد الجند الأتراك أفرغ مسدسه في صدر أحد الأعراب في خلاف شخصي نشب بينهما وفي الشجار الذي نشب بسبب ذلك الحادث مزق الجمهور الساخط ذلك الجندي إربا، وقد مات من الفريقين نحو اثني عشرة شخصا، هذا عدا أن الجنود قد طردوا إلى خارج المدينة وأغلقت الأبواب في وجوههم، وهنا لم يجد خورشيد مناصا من إطلاق قنابله على المدينة مدة ثمان وأربعين ساعة قبل أن يتمكن من إخضاعها،

37

وتلا هذا مواصلة الزحف في العام التالي حتى وصل إلى شواطئ الخليج الفارسي. وفي أوائل سنة 1839م أشار معتمدو بريطانيا في الخليج إلى خضوع جبهة الحصى والقطيف، وكذا الأراضي الواقعة على طول الشاطئ الغربي، وتوقعوا أن يصر الحاكم الذي عينه محمد علي في نجد على تحصيل الإتاوة «التي اعتادت جزيرة البحرين أن تدفعها.»

38

أما خورشيد فقد كتب إلى المقيم الإنجليزي في الخليج يبلغه اعتزامه احتلال جزيرة البحرين ولو اقتضى الأمر استعمال القوة،

39

ولم يتورع الضابط الذي كان يقود الجنود المصريين عند دنوه من القطيف عن استعمال لهجة جافة في مخاطبته للأميرال البريطاني الذي كان يزور الخليج وقوله له إنه ذاهب لإخضاع البصرة وبغداد، هذا بينما قد عزى إلى خورشيد نفسه أنه قال إنه ينتظر وصول المدد من المدينة ليزحف بكامل جيشه.

ناپیژندل شوی مخ