161

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة

ایډیټر

عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب

خپرندوی

جامعة الإمام محمد بن سعود

د خپرونکي ځای

الرياض

وقد ذكر ابن قتيبة من ذلك طرقا في أول مختلف الحديث وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف في الردة كما صنف الفخر الرازي في عبادة الكواكب وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين هذا لفظه بحروفه فانظر كلامه في التفرقة بين المقالات الخفية وبين ما نحن فيه في كفر المعين وتأمل تكفيره رؤوسهم فلانا وفلانا بأعيانهم وردتهم ردة صريحة وتأمل تصريحه بحكاية الإجماع على ردة الفخر الرازي عن الإسلام مع كونه عند علمائكم من الأئمة الأربعة هل يناسب هذا لما فهمت من كلامه أن المعين لا يكفر ولو دعا عبد الفادر في الرخاء ولاشدة ولو أحب عبد الله بن عون وزعم أن دينه حسن مع عبادته أبي حديدة ولو أبغضك واستنجسك مع أنك أقرب الناس إليه لما رآك ملتفتا بعض الإلتفات إلى التوحيد مع كونك توافقهم على شيء من شركهم وكفرهم وقال الشيخ أيضا في رده على بعض المتكلمين وأشباههم والقوم وإن كان لهم ذكاء وفطنة وفيهم زهد وأخلاق فهذا لا يوجب السعادة إلا بالإيمان بالله وحده وإنما قوة الذكاء بمنزلة الملك والإمارة فكل منهم لا ينفعه ذلك إلا أن يعبد الله وحده لا شريك له ويتخذه إلها دون ما سواه وهو معنى قول لا إله إلا الله وهذا ليس في حكمتهم ليس فيها إلا أمر بعبادة الله وحده والنهي عن عبادة المخلوقات بل كل شرك في العالم إنما حديث بزي جنسهم فهم الآمرون بالشرك الفاعلون له ومن لم يأمر منهم بالشرك فلم ينه عنه بل يقر هؤلاء وهؤلاء وإن رجح الموحدين ترجيحا ما فقد يرجع غيره المشركين وقد يعرض عن الأمرين جميعا فتدبر هذا فإنه نافع جدا وكذلك الذين كانوا في ملة الإسلام لا ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد فإنما توحيدهم بالقول لا بالعبادة والعمل والتوحيد الذي جاءت به الرسل لا بد فيه من التوحيد بإخلاص الدين كله لله وعبادته وحده لا شريك له وهذا شيء لا يعرفونه والتوحيد الذي يدعون إنما هو تعطيل حقائق الأسماء والصفات فلو كانوا موحدين بالكلام وهو أن يصفوا الله بما وصفته به رسله لكان معهم التوحيد دون العمل وذلك لا يكفي في النجاة بل لابد أن يعبد الله وحده ويتخذه إلها دون ما سواه وهو معنى قوله لا إله إلا الله فكيف وهم في القول معطلون جاحدون ولا مخلصون النهي فتأمل كلامه واعرضه على ما غرك به الشيطان من الفهم الفاسد الذي كذبت به الله ورسوله وإجماع الأمة وتحيزت به إلى عبادة الطواغيت فإن فهمت هذا وإلا أشير عليك أنك تكثر من التضرع والدعاء إلى من الهداية بيده فإن الخطر عظيم فإن الخلود في النار جزاء الردة الصريحة ما يسوى بضيعة تربح نومانا أو نصف نومان وعندنا ناس يجيئون بعيالهم بلا مال ولا جاعوا ولا شحذوا وقد قال الله في هذه المسألة

﴿يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون

﴿وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم

والله أعلم & 4 المسألة الرابعة والثلاثون

مخ ۲۲۴