Realdo Colombo
سنة 1559م، وسبقهما إلى ذلك بنحو ثلاثة قرون.
8
وكتب البيطرة نادرة في اللغة العربية، ولكن من أعظمها كتاب قدمه إلى الناصر محمد بن قلاوون طبيب كان له الإشراف على إسطبله وخيوله.
ومن المسلم به عند المشتغلين بالطب وتاريخه أن أمراض العين كانت تعالج بمصر والشام في القرنين السادس والسابع بعد الهجرة (12 و13م) بأسلوب علمي يفوق كل ما كان معروفا حينئذ في سائر بلاد العالم.
ولا ريب في أن أعظم علماء الحيوان عند المسلمين هو محمد بن عيسى الدميري المصري المتوفى بالقاهرة سنة 808ه/1405م، وأحسن مؤلفاته كتاب «حياة الحيوان الكبرى»، وقد ترجم إلى الإنجليزية والتركية.
ومن خير من أنجبهم عصر المماليك أحمد بن ماجد الذي وضع الكتب والرسائل في علم البحار وتسيير السفن، وكان لمؤلفاته وخبرته فضل كبير على الملاحة البرتغالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر بعد الميلاد. وقد ثبت لبعض علماء أوروبا أن فاسكو دي جاما استعان بابن ماجد في تسيير أسطوله من مالندي على ساحل إفريقيا الشرقية إلى قاليقوت في الهند.
9
والحق أن مصر ساهمت بنصيب وافر في إنشاء الأساطيل المصرية الأولى. وفي السنين التي تلت فتح مصر استطاع العرب النزول في الجزائر الواقعة شرقي البحر الأبيض المتوسط مثل: قبرص، ورودس، وكريت، بل لقد استطاعوا سنة 34ه/655م أن يكسبوا أول معركة حربية كبيرة ضد الروم. وهي موقعة ذات الصواري التي مني فيها البيزنطيون بخسارة كبيرة. ويمكننا القول بأن عبد الله بن سعد الذي خلف عمرو بن العاص في حكم مصر كان أمير البحر الثاني في الإسلام، أما أمير البحر الأول فكان معاوية بن أبي سفيان أثناء ولايته على الشام، وقبل أن تصير له الخلافة. فكان المسلمون يقومون بغزواتهم البحرية ضد البيزنطيين من الشام بقيادة معاوية، ومن مصر بقيادة عبد الله بن سعد. وبعد أن كان البحر الأبيض المتوسط في عهد جستنيان بحيرة بيزنطية أصبح بفضل مصر والشام بحرا إسلاميا، ولا ننسى أن سكان مصر - ولا سيما القبط - كان لهم الفضل في بناء السفن، وتشييد دور الصناعات في وادي النيل، وفي تونس والشام.
أما في ميدان الفنون الإسلامية فقد كانت مصر مهد طرازين من أبدع الطرز الإسلامية، هما: الطراز الفاطمي، والطراز المملوكي.
ناپیژندل شوی مخ