مصر له ناصره نیولې تر جنګه
مصر من ناصر إلى حرب
ژانرونه
لقد كانت الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط انتصارا كبيرا لكل القوى المحبة للسلام، وللدبلوماسية السوفييتية، ودبلوماسية السلام، بالدرجة الأولى، والتي كان من نتائجها أيضا زيادة هيبة الاتحاد السوفييتي على نحو ملحوظ على الساحة الدولية.
لقد هيأت حرب أكتوبر 1973م الظروف الموضوعية الملائمة لتسوية سلمية شاملة في الشرق الأوسط، وأتاحت فرصا واقعية لإقرار سلام حقيقي وعادل ومضمون لكل دول المنطقة. وكان من الممكن أن تتوقف هذه المنطقة عن أن تظل هدفا للحرب والاستغلال السياسي والعسكري من جانب القوى الإمبريالية، لكن هذا السلام لم يكن ليناسب الولايات المتحدة الأمريكية.
سعت الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة السادات وتنكرها لجميع تعهداتها السابقة لإعادة مؤتمر جينيف الدولي وتوظيفه لصالحها وجعله طريقا للتغطية على مخططاتها في الشرق الأوسط، وهي تعلم أن التسوية الشاملة لا يمكن أن تتحقق - بطبيعة الحال - دون مصر. لم يحدث من قبل أن انكشف على هذا النحو من الوضوح نفاق الدبلوماسية الأمريكية التي تكيل بمكيالين.
لقد كشف الاتحاد السوفييتي النقاب عن هذه المحاولات وأظهر أمام العالم كله الوجه الحقيقي للولايات المتحدة وأعوانها.
لقد جاء عقد ما سمي فيما بعد «باتفاقيات كامب ديفيد» تتويجا لسياسة السادات المنفردة التابعة لأمريكا، قد أدت إلى النهاية التراجيدية للسادات نفسه.
إن نهاية أي ظاهرة قديمة إنما يعني ميلاد ظاهرة جديدة، والشعب المصري الذي أحس بشكل تام بالنتائج الوخيمة لسياسة التبعية للأمريكيين، سواء في مجال الاقتصاد الداخلي أو في مجال العلاقات مع الدول الأخرى، وخاصة مع الدول العربية. إن الشعب المصري الطيب الصامد في كل الظروف، لا يزال يجد في نفسه القدرة على العودة إلى الطريق الصحيح، طريق وجوده المستقل الذي يؤدي به إلى التقدم والازدهار، وهو ما يؤمن به أصدقاء مصر المخلصون، الذين يثقون على نحو كامل بمصر المتجددة التي حنكتها هذه التجربة المريرة.
محمد أنور السادات
رتوش على صورة
في وقت ما من أوقات فراغي من العمل، رحت أحسب كم مرة التقيت فيها بالسادات على مدى سنوات عملي في مصر في شتى المناسبات والمواقف. وقد تبين لي أنني قابلته حوالي مائتي مرة. أشار علي أصدقائي أن أضع على الورق حصيلة انطباعاتي عن هذه اللقاءات، لا لكون السادات كان شخصية عظيمة، وإنما لكونه كان على سدة الحكم في أكبر دولة عربية في فترة عصيبة للغاية من تاريخ هذه الدولة، وكذلك لأن علاقتنا بمصر لم تكن علاقات واسعة فحسب، وإنما كانت علاقات هائلة متعددة الجوانب، وخاصة أنه قد وقعت أحداث جسام في مسار هذه العلاقات بين بلدينا في السنوات الأخيرة عقب وفاة ناصر مباشرة. وفي حالة وقوع أحداث مماثلة من هذا النوع يكون للأفراد، كما هو معروف، دور هائل في بلد ذي نظام استبدادي مثل مصر. إن فهم شخصية الحاكم هنا يكشف على نحو محدد ما يقوم عليه من تصرفات، ويكون لهذا الفهم أهمية كبرى في تفسير السياسات الرسمية التي تنتهجها الدولة. وفي الواقع فإن قرارات رئيس الدولة كثيرا ما تتطابق بشكل واضح مع شخصيته، وهذه القرارات تستند بطبيعة الحال على القوانين العامة لتطور البلاد وعلى حركة التاريخ. ومن هنا يكون من المفيد أحيانا، إلى جانب دراسة قوانين التطور العام للمجتمع، وخاصة في التطبيق المحدد على هذا البلد أو ذاك، النظر في أسرار شخصية بعض الحكام، تلك الأسرار التي يتوقف عليها مصير الشعوب في كثير من الأحيان.
وبطبيعة الحال فإن قيمة هذه «الأسرار» المتاحة يتوقف على الملاحظات الشخصية.
ناپیژندل شوی مخ