مصر له ناصره نیولې تر جنګه
مصر من ناصر إلى حرب
ژانرونه
ص235:
هذه واحدة من أكثر الفقرات في كتاب هيكل إثارة للفضول، حيث يصف توقف المصريين عن القتال بعد حدوث الثغرة التي أحدثها الإسرائيليون للوصول إلى الضفة الغربية للقناة! لقد تبين أن الأمر وصل إلى حد إلغاء القيادة المصرية في القاهرة للتحركات الصحيحة تماما لعدد من التشكيلات المصرية، التي حاولت القضاء على الثغرة، وهو الأمر الذي كان ممكنا وسهلا. ليس هناك أي تفسير لذلك سوى الافتراض (وهو ما يتردد كثيرا الآن) بأن السادات سمح عن قصد للقوات الإسرائيلية بالدخول إلى مصر؛ ففي هذه الحالة يكون في الواقع «مبرر أخلاقي» للأمريكيين لكي يصبح باستطاعتهم أخذ المبادرة «للضغط» على إسرائيل!
ص235:
كان باستطاعة الكاتب أن يأتي أيضا على ذكر الجسر الركامي الذي أقامه الإسرائيليون عبر القناة، لقد استطاعوا أن يردموا قناة السويس دون أي عائق من جانب المصريين، بل إنهم فرشوا هذا الجسر بالأسفلت!
ص235:
يا له من تحريف مدهش للحقائق! فكوسيجين لم يحضر للسادات أي صور التقطت من الجو، كما أن السادات لم يتحدث عن ضرورة أن يحضر مؤتمر السلام «الدول الأربع عشرة في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، وكل الأطراف المعنية بما فيها الفلسطينيون». كان السادات موافقا على عقد مؤتمر تشارك فيه أطراف الصراع (لم يذكر من بينهم الفلسطينيين)، إضافة إلى الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية. لكن الأهم، أنه طلب من الاتحاد السوفييتي «ضمانا» أن تقوم إسرائيل بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242، دون أن يعرب عن إصراره في سياق ذلك على الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. وكان السادات قد بعث قبل ذلك برسالة إلى الملك حسين، لا بمبادرة منه، وإنما بعد حديثه مع السفير السوفييتي. لقد كان من الممكن أن يكون لمشاركة الأردن أثر قوي في ضرب إسرائيل، لكن ذلك لم يدخل في خطط السادات؛ ولذلك رفض مشاركة الأردن في العمليات العسكرية.
ص236:
من الواضح أن موقف الملك حسين قد جرى تحريفه من جانب الكاتب، الذي رأى أن ذلك يمكن أن يصب لصالح السادات. مرة أخرى يبدو الأمر وكأنه من تفسير السادات. والأرجح أن حسينا رأي أو علم لاحقا أن السادات لا يقود العمليات العسكرية على نحو جاد، وإنما يؤدي لعبة بمشاركة الأمريكيين، ليس له مكان فيها.
ص237:
لم تجر الأمور على هذا النحو؛ فالسادات، الذي كان مستعدا لوقف إطلاق النار، لم يجد بدا من أن يطلب تقديم هذا الاقتراح من جانب الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية معا، آنذاك لفت السفير السوفييتي الانتباه إلى ضرورة إعداد الرأي العام المصري لذلك. لم يكن باستطاعة الصحف المصرية أن تسيء إلى موقف الاتحاد السوفييتي (على الرغم من أنه اتضح فيما بعد أنه قد صدرت لها تعليمات أن تلتزم التواضع في هذا الشأن). قد يأتي يوم رائع يعلم فيه المصريون أن الاتحاد السوفييتي قد انضم إلى الولايات المتحدة في تقديم اقتراح وقف إطلاق النار، ولعل ذلك يزيل الغموض عن موقف الاتحاد السوفييتي؛ لأن أحدا لم يخبر المصريين بالثغرة التي أحدثها الإسرائيليون للعبور إلى الضفة الغربية للقناة!
ناپیژندل شوی مخ