مصر له ناصره نیولې تر جنګه
مصر من ناصر إلى حرب
ژانرونه
ص191:
يرجع الكاتب على نحو خاطئ صعوبة قيام الوحدة بين مصر وليبيا إلى العقبات البيروقراطية. هيكل إما أنه لا يعرف، وإما أنه لا يريد أن يكشف صراحة السبب الحقيقي. كان السادات يدرك جيدا أنه في حالة إقامة الوحدة مع ليبيا (وهو ما كان من شأنه تقوية الاقتصاد المصري بدرجة ملموسة)؛ فقد كان عليه أن يسند إلى القذافي منصبا ما، منصبا حقيقيا وليس اسميا، لنقل قائدا عاما للقوات المسلحة الموحدة، وهو المنصب الذي كان القذافي يطمح إليه، أو رئيسا لوزراء الدولة الموحدة أو حتى رئيسا. المسألة برمتها تلخصت في عدم الاستجابة للقذافي. لم يكن السادات عموما ليسمح بفكرة أن أحدا ما سوف يتصرف على نحو مستقل، ليس فقط ضده، وإنما حتى بالتوازي معه؛ ولهذا تحديدا، ومن أجل كبح حماس القذافي ابتكر المصريون نظاما ماكرا تمثل في إنشاء لجان مصرية ليبية مشتركة تنبثق عنها لجان فرعية تقوم على إعداد القوانين الأساسية المنظمة للحياة المشتركة للدولتين (نظام إدارة الدولة والاقتصاد والمؤسسات السياسية وما إلى ذلك). كان الهدف من ذلك في واقع الأمر هو عدم صد الليبيين شكليا، وفي الوقت نفسه إفراغ فكرة الوحدة بين البلدين من مضمونها. هذا التكتيك هو ما أخبر به حافظ إسماعيل السفير الروسي بصفة سرية.
وكما هو معروف، فقد بلغ الضجر بالليبيين غايته من جراء الاجتماعات العقيمة التي لا تنتهي، فدخلوا في خلاف مع السادات، كانت آخر مظاهره تلك المسيرة التي سار فيها آلاف الليبيين في القاهرة في صيف عام 1973م حاملين عريضة للسادات موقعا عليها بالدم، تطالب بسرعة إتمام الوحدة بين البلدين.
ص192:
أما الحادثة الدراماتيكية التي وقعت لطائرة الركاب المدنية الليبية التي أسقطها الإسرائيليون بركابها بكل دم بارد في وجود تقاعس تام من جانب المصريين، فهي أمر بالغ الدلالة؛ إذ يعكس تواطؤ السادات مع الأمريكيين في تلك الفترة على ألا يتم تصعيد الموقف قبل الأوان، فقد تم التخطيط لأن يتم كل شيء في أكتوبر، عندما يأتي موعد تنفيذ المسرحية، التي وضع السيناريو الخاص بها في فبراير. آنذاك كان الليبيون لا يمثلون سوي عقبة في طريق السادات.
ص198:
لسبب ما يعود الكاتب مرة أخرى ليؤكد على علاقة السادات بالمخابرات الأمريكية.
ص199:
لقد وقعنا هنا بالطبع في خطأ، حيث اعتبرنا وفقا لتقليد ما (أي بسبب تناقل القصة من شخص لآخر) أن زكي هاشم شخصية تقدمية، «شيوعي سابق» تقريبا! وقد اتضح أنه يعمل لصالح الأمريكيين!
ويكشف هيكل هنا تفاصيل تتعلق بالاتصالات السرية الجديدة التي جرت في الكواليس، والتي لم يخبرنا المصريون بشأنها، علاوة على أن السادات كان قد أقسم أكثر من مرة أنه ليس لمصر أي اتصالات من هذا النوع.
ناپیژندل شوی مخ