فأحسن تأديبه، ونهاه، ونهى المسلمين معه عن طاعة كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد أثيم، عتل بعد ذلك زنيم، فما أجدر المسلم الذي ينظر لأمر دينه كأنه يموت غدا، ولأمر دنياه كأنه يعيش أبدا، أن يتأدب بهذا الأدب الذي أدب الله به الأنبياء، والصديقين، والأبرار الصالحين.
والوشاية - جنبك الله شرها، وعصمك من نكرها، ورد عنك أذاها، وصرف إلى عدوك شباها - تكون على ضروب مختلفة، وألوان مفترقة؛ فمنها ما امتحن به نابغة بني ذبيان في قصر النعمان، وذلك حيث يقول:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة
وليس وراء الله للمرء مذهب
لئن كنت قد بلغت عني وشاية
لمبلغك الواشي أغش وأكذب
وحيث يقول:
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني
وتلك التي تصطك منها المسامع
فبت كأني ساورتني ضئيلة
ناپیژندل شوی مخ