فسأله طلبة مرزوق: هل شهدتهما وهما يتضاربان؟ - كلا، علمت بما كان بعد وقوعه بفترة وجيزة.
وتساءلت المدام بإشفاق: وهل وصل الأمر إلى القسم؟ - كلا، انتهى بسيل من السباب والوعيد.
ولم يشر سرحان إلى الواقعة فتجنبنا ذكرها. ورجعت أفكر فيما قال طلبة عن سرحان والمدرسة فاعتراني غم ونكد.
الوفاء عند الملاح صدف
أسعفيني يا دموع العين
واستعدناها مرات ومرات بالتصفيق والهتاف، فراح يغني حتى مطلع الفجر. كنت ليلتها مكتظا بالشباب والقوة والطعام والخمر. والقلب يعاني وحده أسرار الشجن.
حلمت بوفاة أبي.
كنت مستغرقا في النوم في الهزيع الأخير من الليل. رأيتهم وهم يحملونه من رواق مسجد أبي العباس حيث أدركته الوفاة ثم يمضون به إلى البيت. بكيت. ودوى في أذني صوات أمي. ومضى يدوي حتى فتحت عيني.
يا إلهي! ماذا يحدث في الخارج؟ كالمرة السابقة؟ لقد انقلب بنسيون ميرامار إلى ميدان قتال. ولكن عندما غادرت حجرتي كان كل شيء قد انتهى . ولمحتني ماريانا فأقبلت نحوي كالمستغيثة فدخلنا الحجرة وهي تهتف: لا .. لا .. فليذهبوا جميعا إلى الجحيم.
نظرت إليها بعيني المثقلتين بالنوم فقصت علي القصة الجديدة. استيقظت على صوت عراك، غادرت حجرتها فوجدت سرحان البحيري وحسني علام وهما يتضاربان. - حسني علام؟! - نعم، لم لا، يجب أن يأخذ كل نصيبه من الجنون.
ناپیژندل شوی مخ