============================================================
ب ان ريع العبادات (كتاب العلم قال: "إيما أنا لكم كالوالد"(1). فإن قصده إنقاذهم من نار الآخرة، وهو أهم من () إنقاذ الأبوين ولدهما من نار الدنيا2)، ولذلك صار حق المعلم أعظم من حق الوالدين، فإن الوالد سبب الوجود الحاضر، والحياة الفانية، والمعلم هو المفيد للحياة الأخروية الدائمة، وكما أن حق أبناء الرجل الواحد أن يتحائوا ويتعاونوا، فحق تلامذة الرجل الواحد التحاب.
ولا يصح ذلك إلا أن يكون مقصوذهم الآخرة، فأما إن كان مقصودهم الدنيا، فإنه يوقع بينهم التحاسد والتباغض.
واعلم أن أبناء الآخرة مسافرون إلى الله سبحانه وتعالى، وسالكون إليه الطريق، والسنون والشهور منازل الطريق، والترافق في الطريق للممسافرين، إلى الأمصار سبب التواد والتحاب، فكيف السفر إلى الفردوس الأعلى، والترافق في طريقه؟!
ولا ضيق في سعادات الآخرة، فلذلك لا يكون بين أبناء الآخرة تنازع ولا سعة في سعادات الدنيا، فلذلك لا ينفك عن ضيق التزاحم.
والعادلون إلى طلب الرئاسة بالعلوم خارجون عن موجب قوله تعالى: إنما الثؤمنون إخوة [الحجرات: 10] داخلون في مقتضى قوله تعالى: الأخلاه يومهذ بقضهة لبعض عدو [الزخرف: 67] .
الوظيفة الثانية: أن يقتدي بصاحب الشرع، فلا يطلب على إفاضة العلم أجرا، ولا يقصد به جزاء ولا شكرا، بل يعلم لوجه الله سبحانه، والتقرب إليه، ولا يرى لنفسه منة على المتعلمين، بل يرى الفضل لهم، إذ هياوا قلوبهم للتقرب على المتعلمين، بل يرى الفضل لهم، إذ هيأوا قلوبهم للتقرب إلى الله سبحانه (1) أخرجه الشافعي في "المسنده (64): بترتيب السندي، وأحمد (7368) و(7409)، وأبو داود (8)، والنسائي 38/1، وابن ماجه (313)، وابن خزيمة (80)، وابن حبان (1431)، من حديث آبي هريرة رضي الله عنه.
(2-2) سقط من الأصل.
مخ ۶۱