352

منهاج المتقین په علم الکلام کی

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

ژانرونه

علوم القرآن

والجواب: لا خلاف أن الله هدى جميع المكلفين بمعنى الدلالة، وقد قال تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا}، والمعنى لم يكن الله ليغفر لهم في الآخرة ولا ليهديهم سبيلا إلى الجنة، بل إلى النار. كما قال في آية أخرى: {ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم}.

يؤيد هذا أنه جعله جزاء على كفرهم، ومذهب الخصم يقتضي أن عدم الهداية هو بخلق الكفر، وذلك يبطل ظاهر الآية.

ومنها: قوله: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم} قالوا: فلولا أنه يجوز أن يضل لما صح أن يسألوه الهداية.

والجواب: هذا لا يستقيم على أصل الخصوم /236/ لأنه لم يقع هذا السؤال إلا من المؤمنين، فكيف يسألون ما قد أعطوا، وهل هو إلا بمثابة قولهم: اجعلنا، واجعلنا من بني آدم، وذلك طلب الحاصل.

وبعد فلا فائدة في السؤال على مذهب الخصم؛ لأنه إن كان يريد الهداية وقعت، وإن كان لا يريد استحال أن تقع سواء سألوا أم لا.

وفي الآية عندنا معنيين: أحدهما: أن المعنى أرشدنا إلى الحق ودلنا عليه ووفقنا له، وهذا وإن كان قد فعله تعالى فالدعاء به جائز كما في سائر الأدعية التي تعبدنا به لمصلحة.

المعنى الثاني: أن يكون التقدير ارشدنا الصراط المستقيم في الآخرة، وثبتنا عليه يوم تزل الأقدام.

ومنها: قوله: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء}.

والجواب: المراد ليس عليك ثوابهم، وليس عليك أن تحكم عليهم وتسميهم، ولكن الله يثبت ويسمي من يشاء وهم المطيعون.

ومنها: قوله: {فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم}، فأضاف الزيادة إلى الآيات والله هو فاعل الآيات وفاعل السبب فاعل المسبب.

مخ ۳۵۸