منهاج المتقین په علم الکلام کی
كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)
ژانرونه
قلنا: يلزم مثله في العادل والرازق وأن لا يكون ظلما له لو انفرد ويلزم لو وقف على الاختيار أن يجعله ظلما لزيد دون عمر ومع حصول حقيقة الظلم في الحالين كما يصح أن يجعل الكلام أمرا لزيد دون عمرو مع كونه كلاما في الحالين. وبعد فيعلمه ظالما من لا يعلم أن الظلم جعل ظلما له، وبعد فإن أردتم بقولكم جعل الظلم ظلما له أنه حصله، فذلك عين ما نوزعتم فيه فكيف يدفعون الإلزام بنفس مذهبكم الذي لا يتم إلا بعد اندفاع الإلزام وإن أرتم أنه جعل كسبا له فسيبطل الكسب.
قالوا: الظالم اسم لمن تفرد بالظلم.
قلنا: يلزم مثله في العادل ويلزم أن لا يوجد ظالم قط، ويلزم في الظلم المتولد أن يقتضي كون الله تعالى ظالما؛ لأنه تفرد به، وبعد فلو تفرد الله بالظلم هل كان تزيد حاله على كونه محدثا له، قالوا: الظالم اسم لمن لم يجعل الظلم كسبا لغيره.
قلنا: إن أوردتموه بفتح الياء في يجعل لزم أن يكون كل شيء سوى الله تعالى ظالما؛ لأنه لا شيء يقدر أن يجعل الظلم كسبا لغيره إلا الله، وإن أوردتموه بضم اليا لزم أن لا يوجد ظالم في الدنيا لأنه ما من أحد يجعل هذا الظلم كسبا له إلا وقد جعل ظلم آخر كسبا لغيره، وعلى أي وجه أورتموه فهو احتراز بنفس المذهب الذي وقع الإلزام عليه فكأنكم قلتم اسم الظالم لا يطلق على الله ويلزم أيضا مثله في العادل والرازق على أنا سنبطل كسبكم هذا.
قالوا: أليس قد فعل الحركة ولم يسم متحركا وفعل الولد ولم يسم والدا.
قلنا: قد اشتق له من فعل الحركة اسم وهو المحرك /193/ ومن فعل الولد مولدا، ولكن لا يطلق عليه هذا لإيهامه الخطأ فأما المتحرك فهو اسم لمن حلته الحركة فأوجبت له المتحركية والوالد اسم لمن خلق من مائة آخر من جنسه.
مخ ۲۹۳