============================================================
فقابلها بالإحسان، وهو الطاعة والاستقامة عليها، فتكون منزلة مستقيمي الطاعة فالآية جمعث ذكر المنازل الثلاث ؛ منزلة الإيمان ، ومنزلة الشنة ، ومنزلة استقامة الطاعة، فهذا ما قاله العلماء رحمهم الله في بيان معنى التقوى: قلث أنا : وجدت التقوى بمعنى آجتناب فضول الحلال ، وهو ما روي في الخبر المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنما سمي المتقون متقين لتركهم ما لا بأس به حذرا مما به بأس "(1).
فأحببت أن أجمع بين ما قاله علماؤنا رحمهم الله وبين ما جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون حدا جامعا، ومعنى بالغا.
فأقول : التقوى هو آجتناب كل ما تخاف منه ضررا في دينك، ألا ترى أنه يقال للمريض المحتمي : إنه متق إذا أجتنب كل شيء يضره في بدنه ؛ من طعام أو شراب، أو فاكهة أو غيرها.
ثم الذي يخاف منه الضرر في أمر الدين قسمان : محض الحرام والمعصية، وفضول الحلال ، لأن الاشتغال بفضول الحلال والانهماك فيه يستجرو صاحبه إلى الحرام ومحض العصيان، وذلك لشره النفس وطغيانها(2)، وتمؤد الهوى وعصيانه، فمن أراد أن يأمن الضرر في أمر دينه.. أجتنب الخطر ، فامتنع عن فضول الحلال؛ حذرا أن يجره إلى محض الحرام، على ما قاله صلى الله عليه وسلم: "لتركهم ما لا بأس به حذرا مما به بأس" يعني: لتركهم فضول الحلال حذرا عن الوقوع في الحرام.
فالتقوى البالغة الجامعة : أجتناب كل ما فيه ضرر لأمر الدين، وهو المعصية والفضول، هذذا تفصيلها.
مخ ۱۰۳