244

منهاج العابدين

منهاج العابدين

ژانرونه

============================================================

قليلة ، وأن بقاءها من أولها إلى آخرها لقليل، ونصيب أحدنا من هلذا القليل قليل، ثم الواحد منا قد يبذل ماله وروحه حتى ربما يظفر بقذر قليل من هلذا القليل في بقاء قليل، وإن حصل له ذلك. . فيعذر، بل يغبط (1).

ولا يستكثر ما بذل فيه من المال والتفس، نحو ما ذكر عن أمرىء القيس حيث يقول: [من الطويلا بكل صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنا لاحقان بقيصرا فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا (2) فكيف حال من يطلب الملك الكبير في دار النعيم الخالد المقيم ؟! أيستكثر مع ذلك أن يصلي ركعتين لله تعالى ، أو ينفق درهمين ، أو يسهر ليلتين ؟ كلا ، بل لو كان له ألف ألف نفسي ، وألف ألف روح ، وألف ألف عمر ، كل عمر مثل عمر الدنيا واكثر، فبذل ذلك كله في هذا المطلوب العزيز. . لكان ذلك قليلا ، ولئن ظفر بعده بما طلب. . كان ذلك غنما عظيما، وفضلا من الله الذي أعطاه كبيرا ، فتنبة أيها المسكين من رقدة الغافلين.

ثم إني تأملت ما يعطيه الله تعالى العبد إذا أطاعه، ولزم خدمته، وسلك هذذه الطريق عمره، فوجدتها على الجملة أربعين كرامة وخلعة، عشرون منها في الدنيا، وعشرون في العقبى.

أما التي في الدنيا : فالأولى : أن يذكره الله سبحانه ويثني عليه ، وأكرم بعبد يكون رث العالمين يمن عليه في ذكره وثنائه !

والثانية : أن يشكره جل جلاله ويعظمه، ولو شكرك مخلوق ضعيف مثلك وعظمك.. لشرفت به، فكيف بإله الأولين والآخرين ؟!

مخ ۲۷۸