============================================================
بحال، وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان تائبا عن الكفر؛ لما سبق عنه ذلك.
والثالثة : أن الذي سبق يكون مثل ما يترك اختياره في المنزلة والدرجة لا في الضورة ، ألا ترى أن الشيخ الهرم الفاني الذي قد سبق منه الزنا وقطع الطريق إذا أراد أن يتوب عن ذلك.. تمكنه الثوبة لا محالة؟ إذ لم يغلق عنه بابآها، ولا يمكنه ترك اختيار الزنا وقطع الطريق ؛ إذ هو لا يقدر الساعة على فعل ذلك ، فلا يقدر على تركه ، فلا يصخ وصفه بأنه تارك له ممتنع عنه وهو عاجز عنه غير متمكن منه ، للكنه يقدر على ما هو مثل الزنا وقطع الطريق في المنزلة والدرجة؛ كالقذف والغيبة والنميمة ؛ إذ جميع ذلك معاصي وإن كان الإثم يتفاوث في كل واحدة بقدرها: للكن جميع هذذه المعاصي الفرعية كلها بمنزلة واحدة ، وهي دون منزلة البدعة ، ومنزلة البدعة دون منزلة الكفر ، فلذلك صح منه التوبة عن الزنا وقطع الطريق وسائر ما مضى من الدنوب التي هو عاجز عن أمثالها اليوم في الصورة.
والرابعة : أن يكون ترك اختياره لذلك تعظيما لله سبحانه وتعالى ، وحذرا من سخطه وأليم عقابه، مجردا لا لرغبة دنيوية، أو رهبة من الناس، أو طلب ثناء وصيت ، أو ضعف في النفس، أو فقر، أو غير ذلك: فهلذه شرائط التوبة وأركانها، فإذا حصلت واستكملت.. فهي توبة حقيقة صادقةآ.
وأما مقدمات الثوبة فثلاث : احداها : ذكر غاية قبح الدنوب.
والثانية : ذكر شدة عقوبة الله تعالى، وأليم سخطه وغضبه الذي لا طاقة لكبه والثالثة : ذكرضعفك وقلة حيلتك في ذلك ؛ فإن من لا يحتمل حر شمس، ولطمة شرطي، وقرص نملة. كيف يحتمل حر نار جهنم، وضرب مقامع
مخ ۵۶