============================================================
والناس لا يملكون شينا فكيف راءيتهم ضلالا وأما العجب : فلنذكز فيه أصولا : أحذها : أن فعل العبد إنما صارث له قيمة لما وقع من الله موقع الرضا والقبول، وإلأ.. فترى الأجير يعمل طول النهار بدرهمين، والحارس يسهر طول الليل بدانقين ، وكذلك أصحاب الصناعات والحرف كل واحد يعمل في الليل والنهار، فيكون قيمة ذلك دراهم معدودة ، فإن صرفت الفعل إلى الله سبحانه وتعالى، فصمت لله تعالى يوما.. فيكون صومك ذلك اليوم لا قيمة له إذا رضيه وتقبله ، قال الله تعالى : { إنما يوفى الصنبرون أجرهم بغير حساب} وفي الخبر : " أعددث لعبادي الصائمين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعث، ولا خطرعلى قلب بشر"(1).
فهلذا يومك الذي قيمته درهمان مع أحتمال التعب العظيم. صارت له هلذه القيمة بتأخير غداء إلى عشاء ، ولو قمت ليلة لله تعالى وأخلصتها له . . كان قيامك لا قيمة له في الشرف والنفاسة ، قال الله تعالى : ({ فلا تعلم نقس ما أخفى لهم من قرة أقين جزله بما كاثوا يعملون} ، فهذا الذي قيمته دانقان أو درهمان صار له هلذه القيمة والقذر، بل لو جعلت لله تعالى ساعة تصلي فيها ركعتين خفيفتين ، بل نفسا قلت فيه : لا إله إلأ الله ، قال الله تعالى : { ومن عمل صتلحا من ذكر أو أنف وهو مؤمرب فأولكيك يدخلوب الجحنة يرزقون فيها يغير حساب} ، فهلذا نفس من أنفاسك التي لا قيمة لها عند أهل الدنيا ولا عندك، فكم تضيعها في لا شيء، وكم تمر عليك بلا فائدة.. صار له كل هذا القذر العظيم لماذا؟ لما أنه وقع مرضيا لله تعالى، فعظم قدره، وكبر قيمته بفضله.
فحق إذن للعاقل أن يرى حقارة عمله ، وقلة مقداره من حيث هو، وألا يرى الا منة الله تعالى عليه فيما شرف من قذر عمله، وأعظم من جزائه، وأن يحذر
مخ ۲۳۸