منهاج العابدين

Al-Ghazali d. 505 AH
166

منهاج العابدين

منهاج العابدين

ژانرونه

============================================================

ورغب فيه حق رغبته.. أحتمل شدته ولم يبال بما يلقى من مؤنته ، ومن أحب أحدا حق محبته.. أحب أيضا أحتمال محنته، حتى إنه ليجذ لتلك المحنة ضروبا من اللدة ، ألا ترى مشتار العسل لا يفكر بلسع النحل (1) ؛ لما يتذكر من حلاوة العسل، والأجير لا يعبأ بارتقاء الشلم الطويل مع الحمل الثقيل طول النهار الصائف المديد؛ لما يتذكر من أخذ درهمين بالعشي ، وإن الفلأح لا يفكر بمقاساة الحر والبرد ومباشرة الشقاء والكد طول السنة؛ لما يتذكر من البيدر أوان الغلة ؟

وكذلك - يا أخي - العباد الذين هم أهل الاجتهاد ، إذا ذكروا الجنة في طيب مقيلها، وأنواع نعيمها؛ من قصورها وحورها، وطعامها وشرابها، وحليها وحللها، وسائر ما أعده الله تعالى لأهلها.. هان عليهم ما احتملوه من تعب في عبادة، أو فاتهم في الدنيا من لذة ونعمة ، أو نالهم من ضر ومشقة .

ولقد حكي أن أصحاب سفيان الثوري رحمه الله كلموه فيما كانوا يرون من خوفه وآجتهاده ورتة حاله، فقالوا : (يا أستاذ؛ لو نقضت من هذا الجهد.

نلت مرادك أيضا إن شاء الله تعالى ، فقال سفيان : كيف لا أجتهذ وقد بلغني أن أهل الجنة يكونون في منازلهم ، فيتجلى لهم نور تضيء له الجناث الثمانية ، فيظتون أن ذلك نوو من جهة الرب سبحانه وتعالى، فيخروون ساجدين، فينادؤن : أن أرفعوا رؤوسكم ، ليس الذي تظنون ، إنما هو نور جارية تبسمت امن البسيط في وجه زوجها ؟! ثم أنشأ يقول : ماذا تحمل من بؤس واقتار ما ضر من كانت الفردوس مسكنه إلى المساجد يمشي بين أطمار تراه يمشي كئيبا خاثفا وجلا قد حان أن تقبلي من بعد إدبار) (2) يا نفس مالك من صبر على لهب

مخ ۲۰۰