============================================================
وبلوغ المراد ؟ فتأمل موفقا إن شاء الله تعالى .
فإن قلت : بين لنا معنى التفويض وحكمه .
فاعلم : أن هلهنا فصلين ، بهما يتضح الكلام : أحذهما: موضع التفويض: والثاني : معناه وحده وضده.
أما موضعه : فاعلم أن المرادات ثلاثة : مراد تعلم يقينا أنه فساد وشر لا شك فيه ألبثة، كالنار والعذاب ، وفي الأفعال كالكفر والبدعة والمعصية، فلا سبيل إلى ارادة ذلك .
والثاني : مرادآ تعلم قطعا أنه صلاح ، كالجنة والإيمان والشنة ونحو ذلك ، فلك إرادتها بالحكم ، لا موضع للتفويض فيه؛ إذ لا خطر فيه ولا شك أنه خير وصلاح.
والثالث : مراد لا تعلم يقينا أن لك فيه صلاحا أو فسادا ، وذلك نحؤ الثوافل والمباحات، فهلذا موضع التفويض، فليس لك أن تريذها قطعأ، بل بالاستثناء وشرط الخير والصلاح، فإن قيدت إرادتك بالاستثناء.. فهو تفويض، وإن أردت دون الاستثناء.. فهو طمع مذموم منهيئ عنه فموضع التفويض إذن : كل مراد فيه الخطو، وهو ألا تستيقن صلاحك فيه وأما معنى التفويض : فقد قال بعض شيوخنا رحمهم الله : هو ترك اختيار ما فيه مخاطرة إلى المختار المدبر ، العالم بمصلحة الخلق ، لا إله إلأ هو .
وعبارة الشيخ أبي محمد السجزي رحمه الله : هو ترك اختيارك المخاطرة على المختار، ليختار لك ما هو خير لك: وقال الشيخ أبو عمرو رحمه الله : هو ترك الطمع ، والطمع هو إرادة الشيء المخاطر بالحكم: 169
مخ ۱۶۹