============================================================
العقبة الأولى وهي عقبة العلم فأقول وبالله التوفيق : يا طالب الخلاص والعبادة ؛ عليك أولا - وفقك الله - بالعلم؛ فإنه القطب وعليه المدار.
واعلم : أن العلم والعبادة جوهران ، لأجلهما كان كل ما ترى وتسمع من تصنيف المصنفين ، وتعليم المعلمين، ووعظ الواعظين، ونظر الناظرين ، بل لأجلهما أنزلت الكتب، وأرسلت الؤسل، بل لأجلهما خلقت السماوات والأرض وما فيهما من الخلق ؛ فتأمل آيتين في كتاب الله عز وجل : إحداهما : قوله تعالى : الله الذى خنلق سبع سمويت وهن الأرض مثلهن يننزل الأر بينهن لنعلموا أن الله على كل شى وقدير وأن الله قدأحاط يكل شى وعلما} ، وكفى بهلذه الآية دليلا على شرف العلم ، لا سيما علم التوحيد .
والثانية : قوله جل من قائل : وما خلقت الجمن وآلاينس إلا ليقبدون، وكفى بهذه الآية دليلا على شرف العبادة ولزوم الإقبال عليها، فأعظم بأمرين هما المقصود من خلق الدارين ! فحق للعبد ألا يشتغل إلا بهما، ولا يتعب إلا لهما، ولا ينظر إلا فيهما ، فاعلم أن ما سواهما من الأمور باطل لا خير فيه ، ولغؤلا حاصل له.
فإذا علمت ذلك. . فاعلم أن العلم أشرف الجوهرين وأفضلهما، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من امتي "(1).
مخ ۴۴