268

Minhaj Al-Talibin wa Bulugh Al-Raghibin

منهج الطالبين وبلاغ الراغبين

الرحمن الرحيم: وقال بعض المفسرين: معني الرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين، وقال ابن عباس: إن الرحمن رحمن الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة معناه: أن نعمه، وفواضله، وعطاءه للمؤمنين، وقيل: الرحمن العاطف نعم رحمته الخلق في الدنيا من مؤمن، وكافر، وفي الآخرة نعمه، وفواضله بالبر والفاجر، والرحيم بالمؤمنين.

وقيل: معناهما اسمان لوجود الرحمة منه، ويقال: اسمان لطيفان من أسماء الله عز وجل، وقيل اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر، وقيل: كان اسم الله الرحمن، فأضيف إليه الرحيم؛ ليكون الرحمن الرحيم ليكونا إليه دون كل أحد، أما سمي الكذاب نفسه الرحمن أضيف إليه الرحيم، ليكون الرحمن و الرحيم يجتمعان له عز وجل، لا لغيره، وقيل: الرحمن أشد مبالغة من وجيهين: أحدهما. أن فعللان من أبنية المبالغة، كقولك غضبان للممتلئ غضبا وسكران للمنزوف سكرا، وكذلك ما أشبه ذلك، ووجه آخر: أسماء الفاعلين، إذا جرت على أفعالهم لم يكن فيها فعل معني المبالغة، فضم التكرير للمبالغة.

ولا يجوز للمخلوق أن يتسمي بالرحمن، وكانت العرب تقول: الرحمن كما قال الله: " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ".

وقدم الرحمن على الرحيم؛ لأن الرحمن: اسم خاص، والرحيم: اسم مشترك، ويقال: رجل رحيم ولا يقال: رجل رحمن، فقدم الخاص على العام.

وقال أبو عبيدة: الرحمن مجازه ذو الرحمة، والرحيم: مجازه الراحم، كما قيل: ندمان، ونديم، وقد يجئ اللفظان مختلفين، ومعناهما واحد، والأمة مجتمعة على أن الرحمن الرحيم من القرآن، لا خلاف بينهم في ذلك.

مخ ۲۷۱