267

Minhaj Al-Talibin wa Bulugh Al-Raghibin

منهج الطالبين وبلاغ الراغبين

وقيل: إن اسم الله الأعظم - هو الله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وقيل في قوله تعالي: " هل تعلم له سميا " أي هل تعرف له في السهل، والجبل، والبر، والبحر، والمشرق والمغرب أحدا اسمه الله غير الله عز وجل؟ وقيل: إن اسم الله الأعظم: ياذا الجلال، والإكرام، وقيل: إن اسم الله الأعظم: يا حي يا قيوم، وقال أبي بن كعب: جميع أسماء الله بمعني ربوبيته، واسمه الذي هو اسمه الله.

وقال جابر بن زيد (رحمه الله): اسم الله الأعظم هو الله؛ ألا تري له يبتدأ به في جميع الأشياء؟ وإذا قلت: الله (بالألف واللام) فالاسم تام؛ فإذا حذفت الألف قلت: لله بقي الاسم تاما؛ فإذا حذفت ( اللام الأولي): قلت: له بقي الاسم تاما؛ وإذا حذفت اللام الأخيرة قلت: هبقيت "الهاء"، وفيها الاسم تام.

واختلف المفسرون في تأويل (الله)، فقال قوم: مشتق من أله يأله، ووله يوله، وهو: تعلق النفس بالرغبة إليه، وانتظار الفرج من عنده، ويقال: فلان يتأله؛ إذا تنسك وتعبد، والمتأله: هو الذي ظهرت عبادته لله أو مشبه بالعباد، وقيل: إن الأصل في : أله يأله، وهو: إذا تحير العبد عند التفكر في عظمة الله تعالي: فلا يعلم أحد كيف هو رجل وعلا هل يدركه المخلوق؟

وأما التشديد على اسم الله؟ فإنه لتواتر الفعل، والعرب تفعل ذلك؛ لتواتر الفعل، وتكريره، وقال بعضهم: الألف، واللام للتعريف، واللام الآخر لام إضافة، والهاء كتابة يشار بها إلى غائب، لأن الله تعالي: شاهد غائب؛ فإذا اجتمع لام الإضافة، ولام التعريف، فاشتبه بحرفين من جنس واحد، فأدغمت العرب بالتشديد إحدي اللامين في الأخرى، والله أعلم.

مخ ۲۷۰