264

Minhaj Al-Talibin wa Bulugh Al-Raghibin

منهج الطالبين وبلاغ الراغبين

ولا يوصف سبحانه بالشهوة، ولا الكل، ولا الخلوة، ولا الفراغ، ولا يقال: إن الله ربي إذ خلق الربا ولا أزني، إذ خلق الزنا، ولا يقال: عاقل؛ لأن العقل مأخوذ من عقال البعير، ولا يقال سخي لأن السخاء من اللين، يقال: أرض سخاوية، وقرطاس سخاوي أي: لين.

ولا يقال: عزم الله لي بالخير ولا يقاس ربنا بأحد من خلقه، ولا يباهي بعدد، ولا بغاية ولا أمد ولا يوصف بالوجه ولا بالكيف، ولا الأين، ولا العلم، ولا اليدين، ولا الكف، ولا اليمين، ولا يقال حواه مكان، ولا خلا منه مكان، ولا فارقه مكان، كان سبحانه، قبل المكان، وهو مستغن عن المكان.

وقال محمد بن محبوب (رحمه الله): من قال إن الله يد كيد المخلوقين فقد أشرك بالله.

ولا ينبغي لأحد أن يقول: لم فعل ربنا ذلك؟ لأنه قال: لا يسأل عما يفعل هم يسألون، ولا يوصف ربنا بالفرح ولا السرور، ولا يقال أفسد إذا خلق الفساد.

ولا يجوز أن يقال: لم يزل بارئا، ومصورا، ورازقا، وخالقا، وما كان من صفات الأفعال؛ لأن ذلك يوجب قدم الفعل في الأزل، والله سبحانه وتعالي: لم يزل ولا شيء معه ثم أحدث الأشياء، فهي محدثة، وإذا شاء أفناها وإذا شاء أعادها.

ولا يجوز أن يقال: ما أبصر الله بعباده، ما أعلم الله، وما أقدر الله، وما أحكمه، وما ألطفه، وما أكرمه، وما أحلمه، وما أقدره، وما أبصره؛ لأن هذا من التعجب، والتعجب منفي عن الله عز وجل عن صفات المخلوقين.

ولا يجوز عليه التعجب في الأفعال، ولا في صفات الذات، ويجوز أن يقال: ما أحسن صنع الله وتدبيره.

ولا يجوز أن يقال: ما أحسن علمه، وقدرته، وعزته؛ لأن هذه صفات الذات، ولأنها في الأفعال مدح وتعظيم، وفي صفات الذات تصغير.

ولا يجوز أن يقال: ما أجرأ فلانا على الله تعالي؛ فإن الله تعالي أعز من أن يحترأ عليه، ولكن يجوز أن يقال: ما أغر فلانا كما قال الله تعالي: " ما غرك بربك الكريم "، ويقال: ما أعظم حق الله على خلقه، وأعظم حق أوليائه عليه.

مخ ۲۶۷