Minhaj Al-Talibin wa Bulugh Al-Raghibin
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
ژانرونه
وأصل معرفة ذلك مما أنزل تعالي من كتابه، على لسان نبيه، وأمر به رسوله من سننه التي أمر بها العباد، ونهاهم عنها وكل ذلك صلاح لهم، ويرجع إلى معرفة ذلك بالتعلم ممن حمل علم ذلك من أهل الفقه، والثقة والورع قال الله تعالي: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ".
فصل:
ومن صفة الله عز وجل؛ أن يقال: لم يزل عالما، قويا، عزيزا، حكيما، سميعا، بصيرا، عليما، ملكا، ماجدا، قديرا، إلها، ويقال: لم يزل الله وهو الخالق، ولم يزل الله وهو الرازق، ولا يقال: لم يزل خالقا ورازقا.
فصل:
وإذا خطر ببالك خاطر أن الله عز وجل يشبه شيئا، أو يشبهه شيء، فانف ذلك عن الله عز وجل؛ لأنه " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ".
وكذلك؛ إذا دعاك الخاطر إلى أن الله في معزل، أو قال: كيف هو؟ أو مثل: ما هو؟ أو هو نور من الأنوار؟ أو ذو طول أو عرض؟ أو هو مؤلف؟ أو هو جسم؟ أو مماس الأشياء أو مباين لها؟ أو في معزل؟ فانف ذلك كله عن الله عز وجل؛ فإن هذه الأشياء لا يجوز منها شيء على الله تعالي، ومن كان فيه خصلة من هذه الخصال؛ فهو محدث، والله قديم لم يزل، فاجعل هذا أصلا تبني عليه فيما خطر ببالك من هذا الضرب.
وكذلك: إن خطر ببالك أن الله يظلم، أو يحور، أو يفعل الظلم أو الجور، ويأخذ أحدا بفعل أحد، ويعذب الوالد في الدنيا بفعل الولد، أو يعذب الولد بفعل الوالد؛ فانف ذلك عن الله عز وجل؛ فإن هذا لا يجوز منه شيء على الله تعالي؛ لأن من يفعل هذه الأشياء لا يوصف بالحكمة، والرحمة، والله حكيم رحيم.
وإن دعاك الخاطر إلى أن الله تعالي يقول الكذب، أو يخلف الميعاد، أو يخبر بخبر لا يكون كما أخبر، فانف ذلك كله عن الله تعالي.
مخ ۲۶۲