وهداني إليه، ولأن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وأعماله تتطلب معرفة خاصة بأحكامه حتى يسير من يقصد تلك البقاع لأداء هذا المنسك على هُدَى وبصيرة. وقد جعل المؤلف عمدته فيما كتبه في هذا المنسك كتابي:
الروض المربع شرح زاد المستقنع.
نيل المآرب بشرح دليل الطالب.
وهذان الكتابان فيهما من دقيق المسائل الفقهية، والبحوث المتعمقة ما قد يشكل على القارئ فهمه، ويحتاج إلى إثبات ما فيهما من المسائل بالدليل، أو جلاء تلك المسائل ووضوحها بالتعليل، وكما قال ابن رشد: ((ما من مسألة وإن كانت جليَّة في ظاهرها إلا وهي مفتقرة إلى الكلام على ما يخفى من باطنها، وقد يتكلّم الشخص على ما يظنه مُشْكلاً، وهو غير مشكل على كثير من الناس، وقد يشكل عليهم ما يظنُّه هو جليًا.. والفائدة التامة أن يتكلم الشخص على جميع المسائل، كي لا يشكل على أحد مسألة إلا وجد التكلم فيها، والشفاء مما في نفسه منها)).
ومن الأسباب التي حملتني على تحقيق هذا المخطوط أن المؤلِّف - عفا الله عنه - كانت له شطحات في بعض المسائل العقدية فيما أسماه في مخطوطته: بـ ((الخاتمة في زيارة قبر النبي ﷺ)) فتعقبته وأشرت إلى أن ما جاء به في ((الخاتمة)) لا يتفق وعقيدة المسلم، وعلقت وبينت الصواب، وحددت مكان الخطأ، وبينت ضعف ما جاء به من أدلة على وجوب زيارة قبر النبي ﷺ، موثقاً تعليقاتي بما يدل لها من الكتاب والسّنّة والمراجع المعتمدة المعوَّل عليها والموثوق بها عند علماء العقيدة السلفية.
ولما كانت حياة المرء أيا كان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعصره وبيئته، فقد عاش