============================================================
في إيصال الثواب إلى ذلك الغير، فيكون له ما سعى بهذه الآية ولا يكون له ما سعى إلا بوصول الثواب إليه، فكانت الآية حجة لنا لا علينا.
وأما الحديث فيدل على انقطاع عمله، ونحن نقول به؛ وإنما الكلام في وصول ثواب غيره إليه والموصل الثواب إلى الميت هو الله تعالى سبحانه، لأن الميت لا يسعى بنفسه، والقرب والبعد سواء في قدرة الحق حانه هذا، وقد قال الله تعالى: ({ ادعوني أستجب لكرو [غافر: 60]، وفيه رد لما قاله بعض المعتزلة أن الدعاء لا تأثير له في تغيير القضاء؛ والجواب: أن الدعاء يرد البلاء إذا كان على وفق القضاء.
والحاصل أن القضاء المعلق يتغير بخلاف المبرم، والله تعالى أعلم.
وأما الدعاء فمخ العبادة سواء طابق القضاء أم لا، فربما يخفف البلاء.
ال واختلف في الأفضل، هل هو الدعاء أو السكوت والرضا؟ فقيل: الأول، لأنه عبادة في نفسه، وهو مطلوب ومأمور بفعله. وقيل: السكوت ال والرضاء والخمود تحت جريان الحكم أتم رضاء، ولا يبعد أن يقال: الأتم هو آن يجمع بينهما بأن يدعو باللسان ويكون حامدا في الجنان تحت الجريان بحكم الحنان المنان. وقيل: الأولى أن يقال: إن الأوقات مختلفة، ففي بعضها الدعاء أفضل وفي بعضها السكوت أفضل.
والفاصل بينهما الإشارة، فمن وجد في قلبه إشارة إلى الدعاء فهو ل وقته، كما ورد: لمن فتح له آبواب الدعاء فتحت له آبواب الاجابة
مخ ۳۷۴