============================================================
ل وحوض النبي صلى اللله تعالى عليه وسلم حق، ل وقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه الكرام: "أتدرون من المفلس (1)؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال عليه الصلاة والسلام: "إن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل آن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار" ثم هذا في حق العباد، وقد ورد في خصومة الحيوانات أنه سبحانه يقتص للشاة الجماء من القرناء ثم يقول لها كوني ترابا، وحينئذ يقول الكافر الظالم الفاجر: يلتتنى كنت تربا [النبأ: 40] .
(وحوض النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حق)، لقوله تعالى: إنا أعطيلك الكوثر) [الكوثر: 1]، وفسره الجمهور بحوضه أو نهره ال ولا تنافي بينهما، لأن نهره في الجنة وحوضه في موقف القيامة على خلاف في أنه قبل الصراط أو بعده وهو الأقرب والأنسب.
وقال القرطبي: وهما حوضان أحدهما قبل الصراط وقبل الميزان على الأصح، فإن الناس يخرجون عطاشا من قبورهم فيردونه قبل الميزان والصراط. والثاني في الجنة وكلاهما يسمى كوثرا(2). انتهى.
(1) (أتدرون من المفلس) مسلم، بر، 2581، الترمذي، قيامة 2 رقم 2418، احمد 303/2.
(2) مسلم، طهارة 36، والترمذي.
مخ ۲۸۵