199

============================================================

الحديث وظاهره، ولعل عليا رضي الله عنه أوله بأن الخطاب لمن لا يصلح للاجتهاد، أو خصص نفسه لما قام عنده من دليل كقوله عليه الصلاة والسلام : "اعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين"(1)، فإنه لا شك أنه داخل فيما يتعين تقليده، ولا يتصور آن يكون شخص واحد مقلدا ومقلدا.

ال وأما بيعة علي رضي الله عنه فكما روي أنه لما استشهد عثمان هاجت الفتنة وقصد قتلة عثمان وأهل الفتنة الاستيلاء عليها والفتك بأهلها، فأرادت الصحابة تسكين هذه الفتتة ورفع هذه المحنة، فعرضوا الخلافة على علي رضي الله عنه فامتنع عليهم، وأعظم قتل عثمان ولزم بيته، ثم عرضوها بعده على طلحة فأبى ذلك وكرهه، ثم عرضوها على الزبير فامتنع أيضا إعظاما لقتل عثمان، فلما مضت ثلاثة أيام من قتله اجتمع المهاجرون والأنصار وسألوا عليا وناشدوه بالله في حفظ الإسلام (1) (عليكم بستتي) الترمذي، علم 6، أبو داود، المراد بالسنة هنا طريقة النبي والخلفاء الأربعة الراشدين، والبدعة في اللغة الأمر المستحدث على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: بديع الشكويت والأرض) فما يحدث مما يخالف اصول الدين ونصوصه وقواعده فتلك البدعة المذمومة، وما لا فلا، ولو كان أمرا مستحدثا مثل إحداث جمع القران في مصحف وتدويته وتدوين العلوم، اا وتقسيم الحديث الشريف إلى متواتر ومشهور، وعزيز، وضعيف، وأمور الدين والدنيا جميعها من الإسلام فلا معنى لأن يقال لا بأس بإحداث أمور الدنيا كيفما كانت، فإنها محكومة بالإسلام على كل حال ولو كان اللباس والطعام والركوب، والله أعلم.

مخ ۱۹۹