============================================================
وبيانه على وجه يظهر برهانه هو أن علة افتقار الأشياء في وجودها إلى الخالق هي إمكانها، وكل ما يدخل في الوجود جوهرا كان أو عرضا فهو ممكن في عالم الشهود، فإذا كان العبد القائم بذاته لإمكانه يستفيد الوجود في شأنه من الخالق عز شأنه، فأفعاله القائمة به أولى أن تستفيد الوجود من خالقه، وهذا معنى قوله تعالى: { والله الغة) [محمد: 38]، أي بذاته وصفاته عن جميع مصنوعاته (وأنيم الفقراء) [محمد: 38]، أي المحتاجون بذواتكم وصفاتكم وأعمالكم وأحوالكم إلى الله، أي إلى ايجاده في الابتداء وإمداده في الأثناء قبل الانتهاء.
ثم اعلم آن إرادة العبد التي تقارن فعله وقدرته عليه حال صنعه مخلوقتان مع الفعل لا قبله ولا بعده.
قال الإمام الأعظم في كتابه "الوصية" : نقر بأن الاستطاعة مع الفعل لا قبل الفعل ولا بعد الفعل، لأنه لو كان قبل الفعل لكان العبد مستغنيا عن الله سبحانه وقت الفعل وهذا خلاف النص، آي خلاف حكم النص كما في نسخة، لقوله تعالى: ( والله الضف وأنشم الفقرا؟) [محمد: 38]، ال ولو كان بعد الفعل لكان من المحال حصول الفعل بلا استطاعة ولا طاقة.
انتهى: ال و المعنى أن حصول الفعل بلا استطاعة من قبل الله تعالى ولا طاقة لخلوق فيما لم يقارن الاستطاعة الاللهية بفعله بناء على مقتضى ضعف البشرية وقوة الربوبية. وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام: "لا حول
مخ ۱۵۸