============================================================
ل وجميع أفعال العباد من الحركة والشكون كسبهم على الحقيقة،.....
عليه الثواب أو العقاب، والله أعلم بالصواب.
(وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون)(1)، أي على أي وجه يكون من الكفر والإيمان والطاعة والعصيان (كسبهم على الحقيقة)، أي لا على طريق المجاز في النسبة، ولا على سبيل الإكراه والغلبة، بل باختيارهم في فعلهم بحسب اختلاف أهوائهم وميل آنفسهم، فلها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، لا كما زعمت المعتزلة(2). أن العبد خالق لأفعاله الاختيارية، من الضرب والشتم وغير ذلك، ولا كما زعمت الجبرية(3) القائلون بنفي الكسب والاختيار بالكلية، ففي قوله تعالى: (1) من الحركة والسكون: أي ما صدر منها عن اختيار لا دقات القلب وارتعاش البدن وحمرة الخجل، وصفرة الوجل، والجوع والظمأ، والنعاس والتعب، مما لا اختيار للانسان فيه.
(2) المعتزلة، فرقة ضالة، وقد انقسمت المعتزلة فيما بينهم إلى عشرين فرقة، فمما عليه جميعهم نفيهم صفات المعاني، فقالوا مثلا: إن الله تعالى يعلم بذاته لا بصفة العلم، ومثله الإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام والحياة، وزعموا ان الله تعالى لا يرى في الآخرة، وإن كلام الله تعالى مخلوق يخلق لنفسه كلاما في جسم من الأجسام، وزعموا أن العبد خالق لفعله الاختياري ولا يرون الكفر والمعاصي بتقدير الله تعالى. انظر تعريفات السيد، ويسعؤن قدرية لهذا.
(3) زعمت الجيرية كالجهمية أتباع جهم بن صفوان أن لا إرادة للانسان، فهو واعماله كالريشة في مهب الرياح، انظر التعريفات ص 71، قال المطرزي: القدرية هم الفرقة المجبرة الذين يثبتون كل الأمر بقدر الله، وينسبون القيائح إلى الله تعالى، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . اه. تنوير الأذهان 32/3،
مخ ۱۵۵