============================================================
ال ورجوعه إلى طاعته، وأن له حينئذ أن يتعلق بالقضاء والقدر، بل يجب آن يعتقد آن معصيته كانت مقدرة قبل خلقه وليس له حين مباشرته قبل تحقق توبته أن يتشبث بالقضاء والقدر في قضيته، فإنه حينئذ كالمعارض لنهيه سبحانه عن معصيته وآمره بطاعته، ولا راد لقضائيه ولا معقب لحكمه ولا غالب لأمره.
وعن وهب بن منبه آنه قال: نظرت في القدر فتحيرت ثم نظرت فيه فتحيرت، ووجدت أعلم الناس بالقدر أكفهم عنه، وأجهل الناس بالقدر أنطقهم فيه، ويؤيده قوله عليه الصلاة والسلام: "وإذا ذكر القدر فأمسكوا"(1)، يعني عن بيان حقيقته لا عن الايمان به وحقيقته.
واما قوله تعالى: وإن تصنهم حسنة يقولوا هذه من هند الله وإن تحسبهم سيئة يقولوا هلذه من عندك ...) الآية [النساء: 78]، فالأصح أن المراد بالحسنة هنا النعمة؛ وبالسيئة البلية، فلا حجة لنا ولا علينا. وقيل الحسنة الطاعة، والسيئة المعصية، ومع هذا فليس للقدرية بآن يحتجوا بقوله تعالى: وما أصابك من سيتو نين نفساة) [النساء: 79]، فإنهم يقولون إن فعل العبد حسنة كانت أو سيئة فهو من الله، والقرآن قد فرق بينهما وهم (1) (إذا ذكر القدر فأمسكوا. 0) الطبراني بسند حسن من حديث ابن مسعود. فتح الباري 477/1، فيه الإمساك عن ذكر الصحابة، ومعنى الإمساك عن القدر عدم الخوض فيه لما فيه من الدقائق، والأسرار مما اختص الله تعالى به، ويظهر من ذلك ما شاء أن يظهر كما اظهر للخضر ما كان خافيا لحكمة على موسى عليه وعلى نبينا عليه الصلاة والسلام، والقصة في الفتح 477/11 .
140
مخ ۱۴۲