============================================================
الجن كان تلك الليلة ففيه نظر، فإن استماعهم إنما كان في ابتداء الوحي، كما يدل له حديث ابن عباس عند أحمد: لكان الجن يستمعون الوحي، فيسمعون الكلمة فيزيدون فيها عشرا، فيكون ما يسمعون حقأ وما زادوه باطلا، وكانت النجوم لا يرمى بها قبل ذلك، فلما بعث صلى الله عليه وسلم.. كان أحدهم لا يأتي مقعده إلا رمي بشهاب يحرق ما أصاب منه، فشكوا ذلك إلى إبليس فقال : ما هذذا إلا لأمر إمر!
اي: عظيم قد حدث، فبث جنوده، فإذا بالتبي صلى الله عليه وسلم يصلي بين جبلي نخلة، فأخبروه فقال : هذذا الحدث الذي حدث في الأرض"(1) ورواه النسائي وصححه الترمذي (2).
قال - أعني ابن كثير- : وأما خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف.. فإنما كان بعد موت عمه آبي طالب، وروى ابن آبي شيبة عن ابن مسعود: آنهم هبطوا عليه صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخلة يقرأ القرآن، فلما سمعوه.. قالوا: أنصتوا، فأنزل الله عز وجل : وإذ صرفنا إلتك نفرا من الجن .. الآية ، فهلذا مع رواية ابن عباس يقتضي آنه صلى الله عليه وسلم لم يشعر بحضورهم في هذه المرة، وإنما استمعوا قراءته ثم رجعوا إلى قومهم منذرين، ثم بعد ذلك وفدوا عليه أرسالأ قوما بعد قوم) اه(3) وصح : (أن الذي آذنه صلى الله عليه وسلم بهم لما وفدوا إليه شجرة) وأنهم سألوه الزاد فقال لهم : 9 كل عظم ذكر آشم الله عليه يقع في يد أحدكم . . أوفر ما يكون لخما، وكل بغر علف لدوابكم"(2) وفيه رد على من زعم أن الجن لا تأكل ولا تشرب: والحاصل : أن ذهابه إلى الطائف إنما كان بعد موت عمه أبي طالب سنة عشر من البعثة ثم موت خديجة بعده بثلاثة أيام آو خمسة، ثم تزوج سودة بعد أيام، فكان (1) مسند الإمام أحمد (274/1) (2) السنن الكبرى (11562)، والترمذي (3324).
(3) انظر " تفسير ابن كثير."(123/4) (4) أحرجه مسلم (450)، وابن حبان (1432)، وأحمد (436/1)، والبيهقي في " السنن الكبرى 4(11/1)، وغيرهم
مخ ۹۶