============================================================
فعلم صحة ما عليه الفقهاء، واندفع قول ابن هشام : (إن ذلك لحن، وإن ما في "الصحاح" سهو، وإن قراءة: أو لم تنذرهم من الشذوذ بمكان) اه(1) فاستحضر ذلك فإنه مهم (217 ولو أن أنتقامه لهوى النف س لدامث قطيعة وجفاء (و) من ثم (لو) مر فيها في بحث أوصاف قدمه صلى الله عليه وسلم ما يتبغي مراجعته؛ لعزته ونفاسته (آن انتقامه) صلى الله عليه وسلم؛ آي: غضبه واستيفاء الذي صدر منهم كان (لهوى النفس) الأمارة بالسوء، والمطبوعة على التكبر على الغير، وحب التميز عليه بما يقهره ويذله له. (لدامت قطيعة) للرحم (وجفاء) أي: إبعاد لها، وللكنه لم يكن كذلك، وإنما كان لله تعالى، فقطعهم حيث قطعوا ما أمر الله به آن يوصل، ووصلهم- غير ناظر لما سبق منهم؛ من قتل أصحابه لا سيما بأحد، والتمثيل بهم، وشج وجهه، وكسر رباعيته- حيث وصلوه بامتثال آوامره واجتناب نواهيه، وكيف لا وقد 218 قام لله في الأمور فأزضى الله منه تباين ووفاء (قام) صلى الله عليه وسلم (لله) وحده، لا لهوى، ولا لحظ، ولا لرعاية رحم أو صديق، وفي نسخة: (بالله) أي: مستعينا به (في الأمور) جميعها (ف) بسبب قيامه لله تعالى، أو به (أرضى الله) تعالى (منه) صلى الله عليه وسلم، وهو متعلق به (أرضى) أو حال من فاعله، وهو (تباين) لأعداء الله تعالى (ووفاء) لأولياء الله من غير تعويل على حظ سوى رضا الله، ولهذا كان (1) مغني اللبيب (13/1) 6 47
مخ ۴۰۱