396

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

قريب منه، كما يصرح به كلام أثمتنا في المناسك وغيرهم فإن قلت : هلذا البيت وإن كان فصيحا لفظا ؛ لما فيه من الجناس والمجاز من حيث التعبير بالمحل عن الحال، والمجاز والاستعارة من حيث إسناد الإحجام والمنع اللذين هما من صفات الحي إلن غيره ، على حد : { جدارا يريد أن ينقض كما مر بيانه آنفا.. لكنه ركيك معنى؛ إذ لا حاصل له ؛ لأن من المعلوم أن ما بمكة من مجموع الفرقتين الداخلتين من أعلى وأسفل ، وأن ما من مجموعهما أكثر مما من كل منهما، ومثل هذذا ليس له كبير جدوى قلت: بل فيه معنى يستفاد وله جدوى؛ لخفائه، وهو آن دخوله صلى الله عليه وسلم وأكثر أصحابه كان من الحجون، والبقية من كدى، ووجه أخذه من النظم واضح، فإنه خص إعطاء القليل بكدى، فدل على أنه صلى الله عليه وسلم والكثيرين دخلوا من الحجون، ويصح أن يراد نفس البقعتين مبالغة وعليه فيصح أن يكون (أحجمت) معطوفا على (أثارت) بحذف حرف العطف، ففيها ضمير هو الفاعل يعود على الخيل، وأن (أكدى) مبني للمفعول ، والتقدير : أن من قوة تلك الخيول أنها قهرتهم حتى أماكنهم، فكفت الحجون ومنعت كدى عن أن ينتصرا لأهلهما لو تصور منهما ذلك، لا سيما وخيل كدى كانت قليلة، ويصح بقاء النظم على إعرابه الأول، وهو أن (الحجون) فاعل، وأن (أكدى) مبني للفاعل، وأن المراد: أنه صلى الله عليه وسلم نصر عليهم نصرا باهرا حتى إن بقاعهم ساعدته عليهم، والتقدير: أن الحجون وكدى منعاهم عن أن يمدوا أعينهم إليه صلى الله عليه وسلم، أو الى أحد من عسكره، وفي هذذا وما قبله من المبالغة ما لا يخفى عظيم وقعه عند الفصحاء.

وبين (الحجون) و(كداء) جناس معنوي ودهث أوجها بها وبيوتا مل منها الإكفاء والإفواء (ودهت) أي : أهلكت تلك الخيول والخيالة (أوجها) من الناس (بها) - أي : بمكة قاتلت، كما مر- في الرواية المصرحة بذلك، المحمولة عليها الرواية

مخ ۳۹۶