============================================================
الرجوع عن الضلال، والاعتراف بأنهم إن استمروا عليه. طحنهم صلى الله عليه وسلم برحا حربه كما طحن آباءهم وأبناءهم وأهاليهم، بجلاء بني النضير إلى أرض الشام، وألزمهم أن لا يحمل كل واحد منهم إلا حمل بعير من غير السلاح، وقتل بني قريظة وكساهم ثؤب الصغار وقذ طل حث دماء منهم وصينت دماء (و) لشدة بأسه وظهور نصرته صلى الله عليه وسلم عليهم (كساهم ثوب الصغار) أي : الذل ، كضرب الرق على غير المقاتلين من بني قريظة ، استعار اللباس للصغار على حد فأذاقها الله لباس الجوع والخوف} ثم قرنه بما يلائم المشبه به وهو الكسوة، وبما يلائم المشبه وهو طلول دماء وصون دماء، فالأولى ترشيحية، والثانية تجريدية (و) الحال أنه (قد طلت) أي: دفقت (دماء منهم) كبني قريظة (وصينت دماء) منهم كبني النضير، أو المراد : دماء المسلمين؛ لأن الله تعالى جعل لهم الغلبة والدائرة على أعدائهم وإذا تقرر اتصاف أهل الكتابين بتلك القبائح الشنيعة. حق لهم أن يقال في كيف يهدي الإله منهم قلوبا حشؤها من حبيبه البغضاء (كيف يهدي) أي : يوصل (الإله منهم قلوبا حشوها) أي : ملؤها (من) هي بمعنى (اللام) المعدية (حبيبه) صلى الله عليه وسلم، متعلق بقوله: (البغضاء) أي: شدة البغض لحبيبه صلى الله عليه وسلم، ويصح- على بعد - أنها للتعليل؛ أي : من أجله، أو البدل؛ أي: حشوها بغضه بدل حبه:
مخ ۳۵۲