317

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

وعن العارف الإمام الكبير أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى : أن ولده اشتد به مرض، فانزعج عليه، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم، فشكا إليه ما بولده، فقال له: أين أنت من آيات الشفاء ؟ أي : وهن ست آيات مشهورة، فكتبها، ومحاها بماء، وسقاها له، فكأنما نشط من عقال (1).

ثم استطرد بذكر شيء مما اشتمل عليه القرآن العزيز من المعجزات الباهرة، والآيات الظاهرة، فمن ذلك، بل أبهره في قمع المعارض وإدحاض الجاحد أنه أفجز الإنس آية منه والجن فهلا يأتي ببفضها البلفاء لدل ~~(أعجز) قيل: علم إعجازه ضروري، والأصح: أن محله فيمن شاهد النبي صلى الله عليه وسلم، أو علم وجوه الإعجاز، وظاهره : أن المشاهد يحصل له العلم الضروري باعجازه وإن لم يعلم وجوه الإعجاز، ولا يستبعد ذلك؛ لأن من كشف عن قلبه الغطاء عند المشاهدة. يحصل له قطعا العلم الضروري آنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من عند الله، وأنه معجز للخلق عن محاكاته؛ لأن هذا أمر يدركه الذوق السليم وإن لم يمكن صاحبه أن يعبر عنه ، بل لو ادعى مدع أن ذلك قد يحصل لبعض حذاق العوام.. لم يبعد، لا سيما وكل أحد يدرك فرقا بديهيا بين القرآن و غيره عتد سماعهما (الإنس آية) عبر بها تبعا للقاضي، ولم يبال بأن الذي عليه الجمهور : أن أقل ما وقع به التحدي أقصر سورة منه، وهي ثلاث آيات، ومثلها طلب منهم صلى الله عليه وسلم آن يأتوا بمثله، فعجزوا، فطلب آن يأتوا بعشر سور من مثله، فعجزوا، فطلب منهم آن يأتوا بسورة من مثله، فعجزوا، فكان أقل ما طلب منهم قدر أقصر سورة من سوره، وذلك لأن في دليل الجمهور شيئا؛ إذ لا يلزم من كونه لم يطلب منهم دون السورة أنهم قادرون على أقل منها ؛ لأن المشاهدة قاضية بأنهم عجزوا حتى (1) انظر "طبقات الشافعية الكبرى " للسبكي (158/5) 6

مخ ۳۱۷