267

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

فضرب وجوههم وقال : "شاهت الوجوه "، فلم يبق منهم أحد.. إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا.

ولأحمد والحاكم عن ابن مسعود : فحادت به بغلته، فقلت : ارتفع رفعك الله، فقال : "ناولني كفا من تراب" فضرب وجوههم، وامتلأت عيونهم ترابا، وجاءه المهاجرون والأنصار، سيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب ، فولى المشركون الأدبار(1) اا واذ قد علمت ما ترتب على رميه صلى الله عليه وسلم بالحصى من تشتيت شملهم، وافتراق جمعهم وهزيمتهم فإن لك أن تقول لمن قال لك : إن إلقاء موسى لعصاه، والسحرة لحبالهم وعصيهم يعادل الرمي بالحصى : لا تقل ذلك (ما) استفهام إنكاري (العصا) التي القاها موسى على حبال سحرة فرعون وعضيهم حتى ابتلعت ذلك (عنده) أي : الحصى المرمي (وما الإلقاء) لتلك العصا على تلك الحبال والعصي الذي فعله سحرة فرعون؛ أي : لا تقاس معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم في إلقاء ذلك الحصى بمعجزة موسى عليه الصلاة والسلام في إلقاء عصاه على ما ذكر؛ لأن معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم أظهر وأبهر؛ إذ إلقاء موسى لعصاه حاكى إلقاء السحرة لحبالهم وعصيهم، ومعجزة نبينا لم تحاك قط، ووصول تلك الحصيات القليلة إلى جميع ذلك الجيش الذي هو ألوف مؤلفة حتى هزمهم عن اخرهم وشتت شملهم.. آبهر من قلب العصا تعبانا وابتلاعها لتلك الحبال من حيث إنها مع ذلك لم تقهر العدو ولا شتتت شملهم، بل زاد بعدها طغيانه وعتوه على موسى وقومه وجاتس بين (الحصى) و( العصا)، وتفنن بين (رمى) و(الالقاء)(2): تتبيه: اكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية؛ لبلادتهم وعمى بصيرتهم، وأكثر معجزات هذذه الأمة عقلية؛ لفرط ذكائهم وكمال أفهامهم، ولأن هذذه الشريعة لما (1) مسند أحمد (453/1)، ومستدرك الحاكم (117/2) (2) قوله : (جانس..) أي : جناسا مضارعا ؛ لأن الحرفين اللذين وقع الاختلاف فيهما متقاربا المخرج. والتفنن أو الافتنان : هو الجمع بين فنين مختلفين ، كالمدح والهجاء، والغزل والرثاء، وليس مرادا هنا؛ إذ المراد : مطلق التنوع اللفظي ؛ والله أعلم.

مخ ۲۶۷