============================================================
لشانها وتعليما للأمة عدم الاعتداد بها، ودليل إعراضه صلى الله عليه وسلم عنها أشد الإعراض خبر الترمذي : أنه صلى الله عليه وسلم قال : 8 عرض علي ريي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت : لا يا رب ، ولكن أشبع يوما وأجوع يؤما ، فإذا جعت ..
تضرغت إليك وذكرتك، وإذا شبعت.. شكرتك وحمذتك"(1)، وحكمة هذذا التفصيل الاستلذاذ بخطابه تعالى، وإلا.. فهو عالم بالأشياء كلها جملة وتفصيلا.
وروى الطبراني بإسناد حسن: أنه صلى الله عليه وسلم كان هو وجبريل على الصفا ، فقال : "يا جبريل؛ وألذي بعثك بألحق ما أمسى لآل محمد سفة من دقيق ، ولا كفث من سويق " فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدة من السماء أفزعته ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أمر ألله القيامة أن تقوم ؟ " قال : لا ، وللكن أمر إسرافيل أن ينزل إليك حين سمع كلامك، فأتاه إسرافيل فقال : إن الله سمع ما ذكرت، فبعثني إليك بمفاتيح خزائن الأرض ، وأمرني أن أعرض عليك ، [إن أحببت] أن أسير معك جبال تهامة زمردا وياقوتا وذهبا وفضة.. فعلت، فإن شئت نبيأ ملكا، وإن شئت نبيا عبدا، فأومأ إليه جبريل أن تواضع، فقال: " بل نبيا عبدا" (ثلاثا)(2)، فانظر إلى همته العلية كيف عرضت عليه خزائن الأرض فأعرض عنها وأباها ، مع أنه لو أخذها: لم ينفقها إلا في طاعة ربه ؟! لكنه اختار العبودية المحضة، فيا لها من همة شريفة رفيعة ما أسناها! ونفس زكية كريمة ما أبهاها! وقد أشار الناظم إلى ما هنا بقوله في "بردة المديح" : وراودته الجبال الشم من ذهب .الأبيات الثلاثة(3)، ومعنى البيت الثالث: وكيف تدعو ضرورة سيد (1) الترمذي (2347) (2) المعجم الأوسط (1933) (3) وهي بتمامها: وراودته الجبال الشم من ذهب عن نفسه فأراها أيما شمم واكدث زفده فيها ضرورته إن الضرورة لا تغذو على أليصم وكئف تذعو إلىل الدنيا ضرورة من لؤلاه لم تخرج الانيا من العدم
مخ ۲۴۱