============================================================
وصفاتهم بأسرها أرفع الدرجات واكمل المراتب وأجل الصفات.
قال تعالى: ولقد أخترنهم على عليه على الطلمين}، وهذه الآية صريحة في فضلهم على جميع الملائكة، بل الخلق؛ إذ العالم ما سوى الله، وإنما جمع جمع العقلاء؛ تغليبا لهم.
وفيه استعارة لفظ (السماء) الأول لنبينا صلى الله عليه وسلم، والثاني لبقية الأنبياء؛ لأن السماء أعلى ما يرى من الأجرام الحسية، كما أنهم أعلى الخلق، ورشح لذلك بذكر الارتقاء الملائم للمستعار منه لم يساؤوك في علاك وقذ حا ل سنا منك ثونهم وسناء (لم يساووك) : مستأنفة على ما يأتي، فيكون من أسلوب الحكيم ، أو حال من فاعل (ترقي)، (في علاك) جمع : علياء تأنيث : الأعلى من علا- بالفتح- يعلو علوا في المكان، وعلي بالكسر- يعلى، وعلا- بالفتح - يعلى علاء في الشرف.
قال الشارح: (ولما كان نفي المطاولة لا يلزم منه نفي المساواة، وكان المعنى لا يتم إلا بنفيها.. صرح بذلك) وتبعه غيره فقال : (لمالم يلزم من نفي المطاولة نفي المساواة. أشار إلى نفيها، وإن كان يؤخذ مما تقدم للكن لا بطريق التصريح) اه وهو عجيب مع ما مر في (كيف): أنه أفاد بطريق التصريح نفي رقي أحد منهم رقيه، وهذا مساو لقوله : (لم يساووك)، فالحق أنه تأكيد وإطناب فقط، على أن لذكره فائدة أخرى هي البرهان عليه بطريق أخرى، وحينئذ يكون ما سلكه من ذكر الجملة الأولى في شطر البيت الأول ، والبرهان عليها بما في الشطر الثاني، ثم إعادتها بمعناها في أول البيت الثاني، والبرهان عليها بما في بقيته.. من بديع تحقيقه وكمال بلاغته (وقد حال) أي: حجز ومنع، جملة مستأنفة، أو حالية من الفاعل أو السفعول و(قد) هنا واجبة الذكر أو التقدير عند البصريين، قالوا : لتقرب الماضي من
مخ ۱۹