147

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

أيضا : إن المتكلم لا يدخل في عموم كلامه، ومن ثم قال بعض المحققين : المراد : أعطي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم.

وفي الرابعة إدريس، وفي الخامسة هارون، وفي السادسة موسى، وفي السابعة ايراهيم، وهذذه مقدمة على رواية: لم يضبط منازلهم، وعلى رواية: ادريس في الثانية، وهارون في الرابعة، وابراهيم في السادسة، وموسى في السابعة؛ لأن سياقها يدل على أنه لم يضبط منازلهم، كما صرح به الزهري، فالأولى التي فيها أنه ضبطها أولى، على أنه يجمع بين الروايات المختلفة في ذلك بأنه رآهم في الصعود على كيفيات وفي الهبوط على كيفيات أخر(1) .

فلما جاوز موسى. بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: رب؛ هلذا غلام بعثته بعدي، يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي(2)، ويكاؤه ليس لحسد- حاشاه الله من ذلك - بل غبطة وحزنا على ما فاته من مضاعفة أجور نبينا بكثرة أتباعه وصالحيهم إلى ما لا نهاية له، أو رحمة لأمته لما وقع لهم بعده ممالم يقع نظيره لهذه الأمة.

وذكره بلاغلام) لأنه أصغر منه سنا، ولأن قوة الشباب معه إلى سن الشيخوخة وحكمة تخصيص هلؤلاء باللقاء : الإشارة بكل إلى ما سيقع له، كالاخراج من الجنة ثم العود إليها، والهجرة من مكة ثم العود إليها، وكمعاداة اليهود له أوائل الهجرة، كما عادوا عيسى وآرادوا قتله، ويحيى وقتلوه، وكمعاداة آهله له، وكرجوع قومه إلى محبته كما رجع قوم هارون إلى محبته، وكمعالجته لقومه كما عالج موسى قومه، وكتمكنه من مكة والكعبة وتمتعه بهما كما وقع لابراهيم الخليل، ومن ثم رآه مسندا ظهره إلى البيت المعمور الذي بحيال الكعبة، ويدخله من حين خلق الله تعالى الخلق إلى الأبد كل يوم سبعون ألف ملك فلا يعودون إليه، وأخذ منه أن الملائكة أكثر المخلوقات.

واختلفوا في رؤيته لهلؤلاء الأنبياء صلى الله على نبينا وعليهم وعلى سائر الأنبياء (1) انظر " فتح الباري" (210/7) و(485/13).

(2) اخرجه البخاري (3207)، ومسلم (164)، وابن حبان (48)، وأحمد (208/4)

مخ ۱۴۷