144

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

أستيقظت " أي : من شغل البال بمشاهدة الملكوت (1).

وحكمة كونه لم يأته من باب البيت آنه انصب من السماء انصبابة واحدة بإزاء محله الذي هو فيه، فلم يعرج على غيره مبالغة في المناجاة، وتنبيها على أن الطلب وقع على غير ميعاد(2)؛ لإظهار أنه مراد، ووقع في موسى بميعاد تبيها على آنه مريد، وشتان ما بينهما، وأيضا ففي انفراج سقف البيت والتثامه عقبه تنبيه على شق صدره الشريف تلك الليلة، وأنه لا بأس عليه فيه، ومرت قصة شقه هنا عند ذكر الناظم لشقه ب رضاعه عند حليمة ومنها : أن الملك لما أخرجه من المسجد.. أركبه (على البراق) فكان له عليه (استواء) أي : استقرار وتمكن مع آنه لم يركبه قبل ذلك ، ولا هو من جنس ما يركبه الآدميون ، وهو- كما صح به الخبر- : "دابه - أي: تشبهها؛ إذ هو ليس بذكر ولا أنثى - دون البغل وفؤق الحمار ، أبيض ، يضع خطوه عند أقصل طرفه "(3) وذكره باعتبار كونه مركوبا، وسمي بذلك: من البرق؛ لسرعة سيره ، أو من البريق ، أو من قولهم : شاة برقاء إذا كان في خلال بياضها سواد، وقوله: "يضع خطوه..." إلخ معناه: أته يضع رجله عند منتهى ما يرى بصره، وقال ابن المنير: (آي: يقطع ما انتهى إليه بصره في خطوة واحدة) قال : (فعلى هذا يكون قطع من الأرض إلى السماء في خطوة واحدة؛ لأن بصر الذي في الأرض يقع على السماء، فبلغ أعلى السماوات في سبع خطوات) اه وهلذا إنما يأتي على رواية : " فحملت عليه - أي : على البراق - حتى أنطلق بي جبريل إلى السماء الدنيا"(4) ، إذ ظاهرها : أنه استمر عليه حتى وصل إلى السماء، والمشهور: أنه استمر عليه إلى بيت المقدس، ثم نصب له المعراج كما يأتي وفي رواية لأبي يعلى والبزار : إذا أتى على جبل. . ارتفعت رجلاه ، وإذا هبط:.

(1) قاله الحافظ في " الفتح" (209/7)، وانظر " سبل الهدى والرشاد " (100/3) (2) قاله الحافظ في " الفتح" (460/1) .

(3) أخرجه البخاري (3887)، ومسلم (162) 4) أخرجه البخاري (3887)، ومسلم (164)

مخ ۱۴۴