106

مينه مکيه

ژانرونه

============================================================

ما يتمناها الإنسان (الأذكياء) جمع ذكي كفني، والذكاء بالمد : حدة القلب ومزيد يقظته؛ أي: شيء عظيم حسن بلوغ الأذكياء كل ما يتمنونه ، ومنهم بل من أكملهم خديجة رضي الله تعالى عنها، فإنها آدركت بقوة ذكائها وتفرسها فيه صلى الله عليه وسلم منه وبه كل ما تمنته وأملته مما لم تبلغه امرأة من هذه الأمة؛ إذ هي على الأصح أفضل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وهذا من آنواع البديع المسمى بإرسال المثل ، وهو : أن يذكر الشاعر في بعض بيت ما يجري مجرى المثل السائر من حكمة أو نحوها، كقول آبي الطيب: [من البسيط] لأن حلمك حلم لا تكلفه ليس التكعل في العينين كالكحل (1) وهو كثير في كلام الناظم.

ولما عرضت نفسها عليه صلى الله عليه وسلم. ذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه منهم حمزة حتى دخل على آبيها خويلد، فخطبها إليه فأجاب، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصدقها عشرين بكرة، وحضر آبو بكر رضي الله عنه ورؤساء مضر، فخطب أبو طالب فقال : الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضيء - بمعجمتين أو مهملتين: أصل- معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته؛ أي: الكافلين له، وسواس حرمه - أي: المتولين لأمره - وجعل لنا بيتأ محجوجا، وحرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذذا محمد بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح به، فإن كان في المال قل.. فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، ومحمد من قد عرفتم قرابته، وقد خطب خديجة بنت خويلد، وبذل لها من الصداق ما آجله وعاجله من مالي كذا، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل، فزوجها أبوها منه وذكر الدولابي وغيره: أنه صلى الله عليه وسلم أصدقها ثنتي عشرة أوقية ذهبا ونصف أوقية، قالوا : وكانت كل أوقية إذ ذاك أربعين درهما.

(1) البيت في * شرح ديوانه " للعكبري (87/4)

مخ ۱۰۶