ما يشاء لانه لا يفعل غير الصواب ، وراحت العيون تتطلع لتعرف الاسباب التي حملته على ذلك فرأت أشباحا ثلاثة قد تقدمت نحو قبر النبي صلى الله عليه وآله وما ان وصلوا اليه حتى وقفوا إلى جانبه لفترة طويلة في خشوع وتضرع ثم رجع الثلاثة عن القبر الشريف يمسحون دموعهم وانصرفوا باتجاه باب الحرم راجعين الى بيت ابيهم الكريم ، وتقدم امير المؤمنين عليه السلام نحو المصابيح يفك خناقها ويعلي أضوائها ، وكان الثلاثة الذين تقدموا نحو الحرم في ستر ذلك الضوء الخامد اولاده الحسن والحسين وبينهما ابنته زينب ارادت ان تزور قبر جدها في الوقت الذي يجتمع فيه الزائرون فتقدمها ليخمد الضياء ومضت اليه بين أخويها حتى لا يرى شخصها احد من الناس.
وبقيت العقيلة في ذلك البيت الكريم في رعاية ابيها وأخويها وخالتها امامة وزودة ابيها أسماء بنت عميس التي لم تكن بأقل عطفا وحنوا على اولاد فاطمة من امهما والتي احتضنتها لتكون زوجة لولدها عبدالله بن جعفر بعد سنوات قليلات.
مخ ۸۸