196

له نقله تر ابداع پورې

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث

ژانرونه

وكما بدأ الفارابي بإحصاء العلوم ينهي داود أيضا بتصنيف العلوم ووضع الطب فيه؛ فالطب جزء من العلوم الطبيعية كالصيدلة والكيمياء والنبات والحيوان والطبيعة، وعلى صلة بالعلوم الرياضية كالحساب والفلك والهندسة والموسيقى، وكلاهما على صلة بالعلوم الإنسانية كالجغرافيا والتاريخ، بل وبالعلوم الشرعية، مثل علوم الحكمة الإلهية الكلامية والفقهية، العقيدة والشريعة، النظر والعمل، على النحو الآتي:

ويتضح من ذلك أهمية الفلك وأثره على العلوم الطبيعية كالطب والصيدلة والطبيعة والكيمياء، بل وعلى الموسيقى، وأهمية الحساب للجغرافيا والتاريخ. والأعلى هو الذي يؤثر في الأدنى؛ مما يعطي الأولوية للعلوم الرياضية على الطبيعية والإنسانية. كما ترتبط العلوم الرياضية بعضها بالبعض مثل الفلك والموسيقى؛ فالكون نغم، والنغم روح. الطبيعة والروح لغة واحدة. شرف العلم طبقا لمرتبته؛ أي لشرف الموضوع، وهو الأعلى الذي يجمع بين المراتب الثلاث، أو لجمعه بين مرتبتين، أو لمدى الحاجة إليه في مرتبة واحدة، وهو المستوى الإنساني.

22

ويحتاج الطبيب إلى كل هذه العلوم؛ فهو من علوم الحكمة، البداية من أعلى، كل علم يؤدي إلى الآخر في نسق استنباطي واحد. الشريعة قاموس إلهي، وجزء من نسق العلم؛ فالشريعة سياسة الأرواح، كما أن الطب سياسة الأبدان. ولا فرق بين العلوم العقلية الرياضية والطبيعية والإنسانية والعلوم النقلية. والنبوة جزء من منظومة العلوم.

ويتضح ذلك النسق في مقدمة الكتاب وتبويبه؛ إذ تشمل على استنباط الطب من الحكمة، ثم تعالج الأبواب الثمانية الكليات، والأسباب، والأحوال والعلامات، والقوانين والوصايا، وهي كلها أمور حكمية. وأخيرا يظهر علم الطب الخاص في الأمراض الباطنة عضوا عضوا، من الرأس إلى القدم، من أعلى إلى أدنى، وفي الأمراض الظاهرة.

23

وداود مثل ابن سينا الرئاسة في القلب، على عكس أبقراط وجالينوس حيث الرئاسة الدماغ؛ مما يعبر عن جوهر حضارتين، القلب والعقل. ويرتبط علم النفس بعلم الطب لوضع علم الطب النفسي أو علم النفس الطبي، أو علم نفس الحواس.

24

وهنا يدخل السحر لأنه من أثر العالم العلوي على العالم السفلي، والفراسة جزء من الطب، معرفة الأمراض عن طريق قوانينها الحسية، معرفة الداخل عن طريق الخارج.

ويعتمد على القياس والتجربة لبيان وحدة الوحي والعقل والطبيعة. ولا ريب من القياس والتجربة على الحيوانات من أجل معرفة شخصية الإنسان؛ لذلك تكثر عبارات «وهذا من مجرباتنا»، «ومن المجرب فيها» ... إلخ. وتظهر العبارات الدالة على مسار الفكر في هذه المرحلة المتأخرة؛ مما يدل على أن الفكر لم يتوقف حتى في عصر الشروح والملخصات، وهي العبارات الدالة على ما يتم وما سيتم.

ناپیژندل شوی مخ