له عقیدې تر انقلاب (٤): نبوت – معاد
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
ژانرونه
45
وقد تجرأت الحركة الإصلاحية الحديثة على نفي الكرامات وخوارق العادات على يد الأولياء، وإثبات المعجزات وخوارق العادات على يد الأنبياء وحدهم،
46
وقد قامت بذلك اتكاء على الموقف الاعتزالي الوسط القديم؛
47
فلو جازت الكرامة لبطلت دلالة المعجزة على النبوة، وضاع التخصيص، ولجاز ظهورها على غير النبي ما دامت عامة وشائعة. لو صحت كرامات الأولياء لبطلت معجزات الأنبياء، ولو جاز اختراق العادات من كل وجه لجاز اختراقها من كل وجه، لا فرق في ذلك بين كرامة ومعجزة، وينتهي الأمر إلى التشكك في قوانين الطبيعة ووجود الإنسان في عالم يحكمه الوهم وتسيره الرغبات المكبوتة.
48
وإذا كان الإنسان قادرا بالدعاء على التأثير في الطبيعة سرا من خلال فعل الله وهي الكرامة، فالأولى أن يكون قادرا على التأثير فيها مباشرة عن طريق الفعل علانية أمام الناس وعلى رءوس الأشهاد، وليبقى عملا رائدا وسنة للناس، حاضرا في التأريخ. وإن تجرأت الحركة الإصلاحية على إنكار الكرامات، فإنها ما زالت تثبت المعجزات مع تساويهما في خرق قوانين الطبيعة، وقلب لمجرى العادات، وإخلال للقواعد بالرغم من وجود أصل قديم لنفي المعجزات حرصا على إثبات قوانين الطبيعة.
49
ولماذا الدفاع عن خرق العادات؟ وأيهما أفضل؛ أن نعيش في عالم له سنن وقوانين، يوثق به ونتحكم فيه، أم نعيش في عالم لا يحكمه قانون ولا يوثق بنظمه؟ وإذا كانت المعجزات تصح فقط في هذا العالم دون أي عالم آخر، حيث تسود فيه الإرادة المطلقة بلا طبيعة، فكأن الهدف من المعجزة هو القضاء على الطبيعة وعلى قوانينها الثابتة في هذه الدنيا، حتى تضطرب حياة الناس، فيستسلمون للقوة القاهرة القادرة على كل شيء، بما في ذلك الطبيعة التي استعصى على الناس فهمها والسيطرة عليها. وهل خلق السموات والأرض على هذا النظام شبيه بخوارق العادات؟
ناپیژندل شوی مخ