يجده في قلبه عين الحقيقة : فقد ادعى الحلول والاتحاد ؛ تعالى الله أن يحل في شيء أو يحل فيه شيء وهذا المثل مطابق للحقيقة بحسب استعداد المحل، فإن مطابقة المثل بحسب محله، فافهم ذلك فإنه مهم جدا إن كنت تطلب معونة الرب والوصول إليه، فصفات الباري تعالى يذوق العارف حقائقها بلا تكييف ولا إحاطة؛ كما يؤمن المؤمن بها بلا تكييف ولا إحاطة.
فإن قيل : كيف يعرف من ليست له ماهية محدودة ? وكيف يحب من ليس له جمال ممثل ? فالجواب : أن الحقائق إنما غابت ماهيتها عن القلوب وتعذر تمثيلها وتكييفها : لقدمها وكمالها؛ وحدوث صاحب القلب ونقصه، فإذا كان الشيء المحدود المحصور يحب ويعرف بجسده وكيفيته: فمن غابت حقيقته عن القلوب وكماله فهو أولى بالمحبة من الأشياء الممثلة، ولهذا الكمال جمال يلوح في القلوب أظهر من الجمال الظاهر المحدود الموصوف ؛ يجده العارفون، فافهم هذا السر ؛ عساك أن تذوقه.
فإذا وفق الله تعالى العبد للتفقه في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم: يستفيد أولا معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيعرف بسيرته وأيامه ومعجزاته وآياته وسنته وآدابه وغزواته وحركاته وسكناته وكراماته؛ كما يعرف فقراء زماننا وصوفيته: شيوخهم بأنسابهم وصفاتهم ووقائعهم وكراماتهم.
واعلم أن معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم هي أول رتبة من رتب المعارف، وهي أصل المعرفة وأساسه؛ لأن الله تعالى تعرف إلينا بواسطته، وتجلى
مخ ۶۶