من المودة والرحمة والشفقة لإخوان التجريد - أهل التخلي والانفراد لطلب التوحيد - ، الذين قطعوا العلائق ؛ وانفردوا عن الخلائق ؛ وطلبوا الحقائق : بالجهد الجهيد.
هجروا الأوطان؛ وفارقوا الإخوان ، تجرعوا مرارات الفاقات ؛ وكابدوا مضض التقطع في طلب الله سبحانه بالمجاهدات والرياضات، واستبدلوا من العز ذلا ، ومن الغنى فقرا، درسوا أنسابهم في الله وطمسوا فيه أحسابهم، وفارقوا في حبه أترابهم بقلوب لها بنار الوجد زفير، وأكباد بها لفحات الشوق كحر الهجير، تحركهم هبوب الرياح في الأصائل، ينبعثون إذا أظلم عليهم الدياجي بالأحزان والبلابل، يقول قائلهم: أموت وما ماتت إليك صبابتي ولا قضيت من فرط حبك أوطاري وقال: قوم همومهم بالله قد علقت فما لهم همة تسمو إلى أحد
مخ ۳۸