Method of Studying Religions Between Sheikh Rahmatullah Al-Hindi and Reverend Pfander
منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر
ژانرونه
تعالى: ﴿تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا﴾ [هود: ٤٩].
يقول: وقد عرفت اثنين وعشرين خبرًا من الأخبار المندرجة في القرآن وقال الله تعالى: ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب﴾ [البقرة: ٢١٤].
فوعد الله المسلمين في هذا القول بأنهم يزلزلون حتى يستقيؤه ويستنصروه. وقال النبي ﷺ لأصحابه: (سيشتد الأمر باجتماع الأحزاب عليكم والعاقبة لكم عليهم). وقال أيضًا: (أن الأحزاب سائرون إليكم تسعًا أو عشرًا) (١). فجاء الأحزاب كما وعد الله ورسوله وكانوا عشرة آلاف وحاصروا المسلمين وحاربوهم محاربة شديدة إلى مدة شهر وكان المسلمون في غاية الضيق والشدة والرعب وقالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وأيقنوا بالجنة والنصر. كما أخبر الله تعالى بقوله: ﴿ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانًا وتسليمًا﴾ [الأحزاب: ٢٢]. وقد خرج أئمة الحديث ﵃:
١ - أن النبي ﷺ أخبر الصحابة بفتح مكة وبيت المقدس واليمن والشام والعراق.
٢ - وأن الأمن يظهر حتى ترحل المرأة من الحيرة إلى مكة لا تخاف إلا الله.
٣ - وأن خيبر تفتح على يد علي ﵁ في غد يومه.
٤ - وأنهم يقسمون كنوز ملك فارس وملك الروم.
٥ - وأن بنات فارس تخدمهم. وهذه الأمور كلها وقعت في زمن الصحابة ﵃ كما أخبر.
٦ - وأن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة.
٧ - وأن فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعد هذا أبدًا، والروم ذات قرون كلما هلك قرن خلف مكانه قرن أهل صخر وبحر هيهات آخر الدهر. والمراد بالروم الفرنج والنصارى وكان كما أخبر ما بقي من سلطنة الفرس أثر ما بخلاف الروم، فإن سلطنتهم وإن زالت عن الشام في عهد خلافة عمر ﵁ وانهزم هرقل من الشام إلى أقصى بلاده لكن لم تزل سلطنتهم بالكلية بل كلما هلك قرن خلفه قرن آخر.
٨ - وأن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها (٢). والمعنى جمع الله لي الأرض مرة واحدة بتقريب بعيدها إلى قريبها حتى اطلعت على ما فيها، وستفتحها أمتي جزءًا فجزءًا حتى تمتلك جميع أجزائها، ولأجل تقييدها بمشارقها ومغاربها انتشرت ملته في المشارق والمغارب ما بين أرض الهند التي هي أقصى المشرق إلى بحر طنجة الذي في أقصى المغرب، ولم تنتشر في الجنوب والشمال مثل انتشارها في المشرق والمغرب، ولعل في إتيانهما بلفظ الجمع، وفي تقديم المشارق، إيماء إلى ما هنالك وإلى ظهور كثرة العلماء منهما بالنسبة إلى غيرهما، وأن علماء المشرق أكثر وأظهر من علماء المغرب.
(١) رواه عبد الله بن عباس، ابن حجر العسقلاني في الكافي الشاف ص ٢٢٥.
(٢) رواه ثوبان مولى الرسول في سنن أبي داوود ص ٤٢٥٢.
1 / 207