Memoirs of a Witness to the Century
مذكرات شاهد للقرن
پوهندوی
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
خپرندوی
دار الفكر
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
د خپرونکي ځای
دمشق - سورية
ژانرونه
وفي الوقت الذي كان فيه الذوق الأوربي (يتأمرك) أخذ ذوقنا نحن الجزائريين (يتمصَّر)، ولعل من ميزات ذلك الزمن أن الأسطوانة المصرية لم تكن قد بدأت بعد في خلق المشاكل أمام الإدارة المستعمرة.
وميزة أخرى في ذلك العصر كانت طواف السيارات في المدينة. لقد عفّى الزمن على تلك السيارة الطويلة المكشوفة (Corpédo) من إنتاج مؤسسة (Buriali)، التي كانت تجمع وراءها حشدًا من الأولاد وكنت أحدهم، والتي كان صاحبها يتجول فيها أحيانًا ولكن دون أن يضع على عينيه النظارات الكبيرة التي تغطي نصف وجهه، والرداء المصنوع من جلد الماعز الذي يعطيه شكلًا ضخمًا.
لقد عفّى الزمن على تلك السيارات وأضحى الاَن اسم (سيتروين) يشغل بأحرف منيرة أعلى برج إيفل في باريس، وأخذت تؤمن الاتصال بين تبسة والمناطق المحيطة شاحنات صغيرة من إنتاج (سيتروين) ومن (طراز ب ١٢). أما العربات التي كانت تتولى نقل البضائع من المدينة إلى أسواق الشريعة والقلعة والجرداء فلم يعد لها وجود. ذلك أن أصحابها قد انسحبوا من ميدان النقل وخلوا مكانهم لأصحاب السيارات من إنتاج (سيتروين) و(رينو) أيضًا.
وقد تولى السلطة في الوحدة المختلطة (La commune misete) حاكم إداري جديد. فقد رغبت الإدارة في تعيين رجل يهتم بشؤون الحكم. إن (ريجاس Reygasse) كان رجل علم أكثر منه رجل إدارة. وقد استدعي إلى جامعة الجزائر ليشغل فيها كرسي مادة (ما قبل التاريخ) وقد أثارت تعابيره الفنية يومًا جدلًا صحافيًا لأن تعبير (Libyco) اختلط مع (Bicot).
ذلك عصر جديد قد بدأ. وفي الفسحات الداخلية لدور تبسة، كثيرًا ما كانت النساء يتوقفن عن صنع الكسكوسي أو عجين الخبز أو غسل الغسيل لينظرن إلى أعلى، يتابعن طائرة تمر فوق المنازل بينما الأطفال يأخذون في الصياح. «الطيارة ... الطيارة ... الطيارة .. !»
1 / 102