Memoirs of a Witness to the Century

Malek Bennabi d. 1393 AH
128

Memoirs of a Witness to the Century

مذكرات شاهد للقرن

پوهندوی

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

خپرندوی

دار الفكر

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

د خپرونکي ځای

دمشق - سورية

ژانرونه

يلذ لي أن أحدثهما عن جولاتي الفكرية لأنهما ينصتان إليّ بجدية يظهران معها كأنهما حديثا العهد بديانة ويستمعان لمرشد هام فيها. وكانت الفكرة تجعلني أكثر استلطافًا للشيخ بن باديس الذي يمثل بنظري الرجل المنفي بسبب وضعه العائلي. فكانت نظراتي تتبعه بعطف وحنان كلما مر أمام مقهى بن يمينة أو توقف في الشارع ليحادث أحد المارة، فهذا الرجل الأنيق المرفه ذو المنبت الصنهاجي كان يحسن معاملة الناس. وكثيرًا ما يوقف أحد معارفه ليستطلعه أخبار قريب له مريض أو مسافر. لقد كانت لديه إنسانية الشيخ سليمان ونظرات الشيخ العربي القاسية. فكانت الأولى تحدُّ من تطرف الثانية في نفسه، وهكذا بات أقرب للنفوس وأبلغ فعالية من معاصريه التبسيين. لم أكن حتى ذلك الحين قد جالسته في حديث. وإذا عدت إلى أعماق نفسي ففي ذلك العصر كان في نظري لا يمثل الإصلاح، إنما يمثله الشيخ العقبي. ولم أعترف بخطئي حول هذه النقطة إلا بعد ربع قرن من الزمان. حينما تفحصت شعوري حول هذا الموضوع. حينئذ تبين لي أن السبب يكمن في مجموعة من الأحكام الاجتماعية المسبقة وفي تنشئة غير كافية في الروح الإسلامي. فأحكامي المسبقة ربما أورثتنيها طفولتي في عائلة فقيرة في قسنطينة، زرعت لاشعوريًا في نفسي نوعًا من الغيرة والحسد حيال العائلات الكبيرة، التي كان الشيخ العربي ينتمي إلى واحدة منها. أما الخطأ في حكمي فمرده على ما أعتقد أثر البيئة التبسية في نفسي. فتبسة بسبب حياتها الخشنة منحتني نوعًا من التعالي على كل شكل من الحياة المرفهة. وكنت أعتقد أنني أكون أقرب إلى الإسلام بالبقاء قريبًا من البدوي أكثر من البلدي الرجل الذي يحيط به وَسَط متحضر.

1 / 131