Memoirs of a Witness to the Century

Malek Bennabi d. 1393 AH
127

Memoirs of a Witness to the Century

مذكرات شاهد للقرن

پوهندوی

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

خپرندوی

دار الفكر

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

د خپرونکي ځای

دمشق - سورية

ژانرونه

آه لو أني أصبح مزارعًا! ولكن أين الأرض؟ إنها لا تُعطى إلا للمستعمر. تمبوكتو؟ ... أوستراليا؟ إنهما خارج طاقتي بالتأكليد. تاجر؟ ... أفتح مخزنًا صغيرًا في قرية الشريعة؟ ... إنه أفق مقبول. كنت أدور حول تلك الأسئلة التي يطرحها علي مستقبلي. ولم أكن أجد ما يصرفني عن هذا الذي يثقل رأسي سوى مقهى بن يمينة. كان شارع (بن شريف) يزداد حركة وحيوية. الذين يرتدون الملابس البيضاء ويضعون على رؤوسهم عمة ذات طرف يتدلى على الظهر إشارة لعالم الإصلاح، كانوا يمرون إلى مكتب إدارة (الشهاب) الصغير أو مطبعة (صدى الصحراء) التي أطلق فيها الشيخ العقبي عبارة أصبحت شعار الإصلاح، إنها آية قرآنية تتصل بمهمة النبي ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [هود ١١/ ٨٧]. كان منظر الشيخ (بن باديس) عند مروره أمام مقهى بن يمينة في طريقه إلى مكتبه قد بدأ يثير اهتمامنا. فكثير من أفكارنا وآرائنا تتصل بشخصيته أكثر من اتصالها بالشيخ (بن موهوب) الذي كان أول من زرعها في نفوسنا. وربما كان ذلك لأن الشيخ بن باديس قد بدا في ناظرينا خارج الإطار الاستعماري. فقد قطع صلته بعائلته وخاصة والده وهو تاجر كبير وبشقيقه المحامي وزوجه البورجوازية المترفة، هكذا بدا لنا أقرب إلى نفوسنا. في تلك الفترة التي كنت أفكر فيها بتمبوكتو وأوستراليا أو مخزن في قرية الشريعة، كنت أفكر أيضًا بتأليف كتاب تحت عنوان (الكتاب المنفي) لماذا هذا العنوان وماذا سيكون محتوى الكتاب؟ .. تلك أسئلة تحرجني لو أن أحدًا سألنيها. ولكن الفكرة استهوتني فأخذت أتحدث مع بعض زملائي من المدرسيين كالأخوين (مشاي) القلماويين، وكان

1 / 130